حفظ النبي الكريم للقرآن
- التفاصيل
- المجموعة: تفاصيل
- نشر بتاريخ الخميس, 19 كانون2/يناير 2023 17:25
- كتب بواسطة: الشيخ الدكتور عبد السلام الهبطي الادريسي
- الزيارات: 30019
محاضرة تحت عنوان
حفظ النبي الكريم للقرآن
أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة دوره الجديد بعد ما نزل عليه قوله تعالى (اقرأبسم ربك )سورة العلق ونداء جبريل له يامحمد أنت رسول الله حقا ثم نزول قوله جل علاه (ياأيها المدثر قم فأنذر )سورة المدثر وأن عليه أن يحمل الرسالة الإلهية ويدعو إليها الناس من حوله وكانت طريقة تلقيه القرآن من جبريل عليه السلام لا تعطيه الفرصة للمراجعة والحفظ في لحظة التلقي فكانت هذه الحالة تثير قلقه وخوفه من فقدان شيء من الفاظ القرآن في وقت تلقيه من الملك وكان الرسول الكريم في بادئ الأمر في حفظ القرآن فيتسابق جبريل وهو يلقي إليه القرآن ساعة الوحي فيردد الآيات قبل أن ينتهي الملك مخافة أن ينسى منهاشيئا وكان ذلك مما يشق عليه فجاء القرآن يطمئنه في أول الطريق ويتكفل له بالحفظ المطلق للقرآن وينهاه عن تلك العجلة قال الله تعالى ( وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لعم ذكرا فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أي يقضى إ ليك وحيه وقل رب زدني علما ) سورة طه وجاءت آيات أخرى تؤكد أن حفظ القرآن مكفول للنبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله تعالى ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه ) سورة القيامة وقد روى البخاري في صحيحه تفسيرا لهذه الآيات عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه جاء فيه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه يخشى أن ينفلت منه ،فأنزل الله ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه جمعه أن نجمعه في صدرك ( أي أن تحفظه ) و قرآنه أن تقرأه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ،فإذا أنزلناه فاستمع وأنصت ( ثم إن علينا بيانه ) ثم إن علينا أن نبينه بلسانك ،فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الرسول الكريم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع ،فإذا نطق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه جبريل وهذه الآيات الكريمة تؤكد أمرا هاما هو تكفل الله المطلق بشأن القرآن وحيا وحفظا وجمعا وبيانا وإسناده إليه بكليته فليس للرسول صلى الله عليه وسلم من أمره إلا وعيه وحفظه وتبليغه بعد أن أعطاه الله ملكة تامة للحفظ فصا ر إذا أتاه جبريل استمع فإذا ذهب جبريل قرأه كما قرأه عليه جبريل يحفظ السورة الطويلة كما يحفظ السورة القصيرةوليس هناك فرصة لنسيان شيء منه أو ضياعه وإلى جانب هذا الاستعداد الدائم الذي خص الله به النبي الكريم لحفظ القرآن فان كان يدارسه ما نزل عليه من القرآن في كل مرة كما في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس حيث قال ( كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ،وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان حين يلقاه جبريل ،وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فرسول الله كان أجود بالخير من الريح المرسلة ) صحيح البخاري.
و كانت ثمرة ذلك التمكين لحفظ القرآن وهذه المدارسة له بين رسول الله وجبريل أن حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن حفظا لاحظ للنسيان فيه قال مجاهد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتذكر القرآن في نفسه مخافة أن ينسى فقال الله عز وجل ( سنقرئك فلا تنسى ) سورة الأعلى فقرأ ه على الصحابة فكان بعضم يكتبه وكان آخرون يحفظونه وأدوه الى من جاء بعدهم من أجيال المسلمين وظل القرآن محفوظا كما تلقاه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا.
عالمية رسالة القرآن
ليس جديدا القول إن رسالة القرآن ودعوة الإسلام جاءت للناس عامة ولا يتناقض ذلك مع كون القرآن أنزل باللغة العربية على النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم وسط بلاد العرب ،لأن البشرية لا تملك لغة عالمية يفهمها الجميع فكان لا بد من أن تكون الرسالة الخاتمة بإحدى اللغات البشرية ثم كان على أبناء اللغات الأخرى أن يتعلموا من تلك اللغات من يعرفهم بمضمون تلك الرسالة وقد بعث الله تعالى محمدا (ص) بالرسالة و ( ألله أعلم حيث يجعل رسالته ) سورة الأنعام الآية 124 ومن ثم أنزل القرآن بالعربية وكان العرب أول من تلقى الدعوة الجديدة ثم حملوها إلى الناس أجمعين قال ابن بطال القرطبي على بن خلفالمتوفى سنة 449 هجرية ( إن الوحي كله إنما نزل بلسان العرب ولا يرد على هذا كونه صلى الله عليه وسلم بعثإلى الناس كافة عربا وعجما وغيرهم لأن اللسان الذي عليه الوحي العربي وهو يبلغه إلى طوائف العرب وهم يترجمونه ‘إلى غير العرب بألسنتهم وجاءت آيات القرآن الكريم تؤكد هذا المعنى وتوضحه قال جل شأنه ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) سورة سبأ الآية 28
يتيم غير وجه التاريخ
أرى قبل الرسول حيـاة جهل حياة العار عانقها خــصـــام
فعاش الكون قبله في ظـــلام كأن الكون أبدعه الظــــــلام
فلا كـــون يعيش وراء رشـد ولا عيش سعيد ولا وئــــــام
وعبـــــاد الهياكل قوم خــزي يعادون الإله وهــم حطـــــام
ولا ود ولا هبل بنـــــــــــــفع ولا عزى تجيــــــب ولا تدوم
وبالنــــور المبين أتى رسول إلى كون يراقبــــه الرحـيــــم
لإخراج الضــــلال ونشر أمن ودين الله ناصــره العــــــظيم
المراجع
- محاضرات في علوم القرآن للدكتور غانم قدوري
ـ الإعجاز العلمي في الإسلام للعلامة محمد كامل
- مجلة السنة النبوية العدد الثالث جمعية الإمام البخاري ـ المغرب
ـ منهج القرآن في التربية تأليف محمد شديد ص253
- شرح أرجوزة الهبطي عدد خاص بفقه الأسرة لأبي القاسم
بن خجو المتوفى 956هـ
رب إن كنت قد وفقت فيما أردته فذلك فضل الله أعطى فأكثــرا
وإن كنت عن هذا المقام بمعزل فكلي عيوب إنك الله فاغـــفرا
بقلم الشاعر الدكتور عبد السلام الهبطي الإدريسي
( ربنا لا تواخذنا إ ن نسينا أو أخطأنا ) آمين آمين يارب العالمين