سيرة
- التفاصيل
- المجموعة: تفاصيل
- نشر بتاريخ الأحد, 24 تشرين2/نوفمبر 2013 13:42
- كتب بواسطة: الشيخ الدكتور عبد السلام الهبطي الادريسي
- الزيارات: 7983
موضوع تحت
عنوان
رد الدكتور الراجي على الشاعرالباحث الهبطي
ذات يوم خاطبني الراجي التهامي قائلا إن جدك الشيخ عبد الله الهبطي كان حافظا لكتاب الله ورسمه وحذفه وإثباته ، وأنت حاول أن تكون في مستوى هذا الجد الشريف الراقد بالأخماس العليا قرب شفشاون ،وجند نفسك لخدمة هذا الكتاب الخالد ،أخي الهبطي إنني متيقن أنك ستكون من أهل العلم ،وستجد في نفسك قدرة عالية تدفعك إلى تنفيذ هذا المخطوط الذي عاش طويلا بين الرفوف وهو في انتظارك لتخرجه إلى هذا الوجود وإلى الساحة العلمية . وذات يوم أخذت مكاني بالمدرج ،ولم أجد فراغا لمتابعة العمل ،فإذا بالأستاذ ياتيني بالمقعد قائلا خذ ياهبطي ،ومن هنا علمت أن الراجي عالم جليل متواضع يحب الخير لأولاده الطلبة ،وغيرهم ،علما أن كلامي معه كان متواصلا بالجامعة ،وأثناء أداء الامتحان بها حركني بجريدته التي كانت بيده وقال بحثك ( منهج الرسول في التبليغ وأثره في توجيه الصحابة ) فرح به المشرف عليه الأستاذ الدكتور فاروق حمادة وشكره ، ففرحت بهذا الخبر السار ،وشكرت أستاذي ،ولا أبالغ إذا قلت إن بعض الأصدقاء كانوا إذا أرادو ا شيئا من الأستاذ كانوا يأمرونني بأن أنوب عنهم فيما هو ضروري من شؤونهم ،،ونظرا لتواضعه وأخلاقه كان يحملني معه في سيارته أحيانا من المؤسسة العلمية السويسي إلى المؤسسة الرئيسية (جامعة محمد الخامس )،وحدث أن تكلمت معه في شأن قوله جل وعلا ( إنا كذلك نجزي المحسنين ،إن هذا لهو ( البلـاـــــــــؤا ) المبين ) سورة الصافات الآية 107 ،ثم بدأت أشرح في هذا النص بتواضع والشيخ ينصت فقلت إن الهمزة رسمت على الواو للإشارة إلى أن صبر نبي الله إبراهيم كان عظيما جدا ،إذ كان من الممكن أن يصبر على فقد جزء من جسمه ،وكان من الممكن أيضا أن يصبر على فقد جزء من ابنه ،ولكن صبره على ذبح ولده إسماعيل وهو قطعة منه فهذا أمر لا يطيقه أحد إلا هذا النبي العظيم ،وهنا جاء جزاء الله لإبراهيم بقوله ( وفدينــــاــــه بذبح عظيم ) وهنا أحسست بعطف الراجي على كل مهاجر يطلب المزيد من العلم والمعرفة
مناقشـــــــــــة الدكتوراه
للطالب الهبطي الإدريســــــــــــــــي عبد السلام
هذا ولا يفوتني أن أنسى مناقشة رسالة ( دكتوراه الدولة ) التي كانت تحت عنوان ( الشرح والتعليل لبعض قواعد الرسم القرآني الجليل على ضوء ما ورد فيها من قراءات التنزيل ) لعبد ربه الهبطي الإدريسي عبد السلام ، و بينما نحن في مناقشة هذه الرسالة فإذا بالدكتور الكريم يقول بشجاعة إن الطالب الهبطي الإدريسي عبد السلام يعتبر من المتشددين في علم الرسم التوقيفي، وفي نهاية المناقشة منحتني اللجنة ( درجة بميزة حسن جدا ) وفي بحثي هذا كنت مغرما بالتفتيش في بطون الكتب المهتمة بعلوم الرسم القرآني ،ومع بحثي هذا تعرضت لبعض الدكاترة الذين تجرأوا على رسم كتاب الله جل وعلا وهم المعارضون لعلوم الرسم القرآني ومن هؤلاء ابن خلدون ،والدكتور صبحي الصالح والأستاذ الباقلاني وغيرهم، فقال هؤلاء العلماء ومنهم ابن خلدون إن الرسم القرآني ليس توقيفيا ،وإنما هو اصطلاحي فقط فزيادة الألف في كلمة ( لأاذبحنه ) مثلا إنما هي للدلالة على أن الذبح لم يقع وأتت الياء في لفظة ( بأييد ) للإشارة إلى كمال القدرة الربانية يبقى ما قاله ابن خلدون ، هو باطل ،فجاء المصحح العالم المراكشي قائلا أتت الألف في كلمة ( لأا ذبحنه ) للإشارة إلى ما يؤخر وهو الموت أشد على ما يقدم وهو العذاب ،ومن مناصري ابن خلدون الدكتور صبحي الصالح الذي جاء في كلامه ( مما لا ريب فيه أن هذا غلو في تقديس الرسم العثماني ،وتكلف في الفهم ،وأضاف الباقلاني قائلا ( كل من ادعى أنه يجب على الناس رسم مخصوص ،وجب عليه أن يقيم الحجة على دعواه ) وعليه فالمعارضون رغم الدلائل التي تثبت أن هذا الرسم توقيفي فإنهم مع ذلك وقفوا في طريق هذا العلم الجليل وهم بهذه النظرة الفارغة فإنهم يعتبرون لا دراية لهم بهذا العلم وأتعجب من أين أتوا بهذا الفهم المشلول الذي قادهم إلى صحراء الجهل وعدم الدراية وفي النهاية وضع الدكتور الراجي طابعه الموفق بهذه الصيغة ( هذا عمل جاد لقد اتبعت على ما اتفقنا عليه ) أخي وصديقي القارئ العزيز إنني بهذه السطور ما جئت بها إلا لأخبرك بأني لم أكن باحثا ولاهثا وراء هذا الكنز العظيم فقط ،ولكني كنت في نفس الوقت متأسفا على خوفي من ضياع هذا الرسم الجليل التي مضت عليه قرون وهو بين الرفوف ومن لطف الله أنه سبحانه وفقني للقيام بهذا المجهود الثقيل بإخراجه إلى الوجود ،ولا يغيب عن بالي ما قاله الدكتور الراجي ذات يوم إن ( الشيخ عبد الله الهبطي جمع القرآن ،وأنت اجمع رسمه وحذفه وإثباته ) وكانت نصائحه شاملة سواء للأطروحة الصغرى أو الكبرى والحمد لله رب العالمين
المراجـــــــــــــع
1 المقدمة للعلامة ابن خلدون
2 مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح
3 رسم المصحف ونقطه للدكتور عبدالحي ص 5 34
بقلم الباحث الشاعر الدكتور عبد السلام الهبطي الإدريسي
من جوانب السيرة الذاتية للدكتور عبد السلام الهبطي الإدريسي
عاش جد والدي الإمام الشيخ عبد الله الهبطي المتوفى سنة 963 هـ بمنطقة المواهب بالأخماس العليا قرب شفشاون من الجهة الشرقية لهذه المدينــــــة ،وقد حكم القدر برحيل أبي السيد محمد الهبطي بن أحمد الهبطي إلى قبيلة بني مستارة بناحية وزان ،وبزاوية القليعة دائرة زومـــــــي استقر والدي بهذه الزاوية نظرا لوجود جد نا الشيخ محمد العـــــــالم الملقب بالهبطي الصغير نجل جد نا الكبير الولي الصالح الشيخ عبد الله الهبـــــــطي،وقد قـــــال السلاطين العلويونمن محمد بن عبد الرحمــــــــــان إلى الحسن الأول في ظهائرهم إن الإمام العلامة العارف بالله تعالى سيدي عبد الله الهبطي رضي الله عنه ـ وحفد ته شرفاء يجب احترامهم وتقديرهم ،والولي الصــالح هذا ،إمام يجب احترامه واحترام حفدته ،ويجب تقديرهم وإكرامهم ،وقالوا رضي الله عنهم : زاوية هؤلاء الشرفاء بالأخماس موقرة ومعظمة ومحترمة ،ويحترم كل من يلوذ بها ويلجأ إليها ،وإلى هذه الشجرة ينتمــي والدي رحمه الله تعا لى،وبزاوية قرية القليعة ولدت سنة 1ـ 1ـ 1947 م وفي بيت نظيف يحافظ على احترام قواعد الإسلام ومواعد الصــــلاة وقراءة القرآن ومراقبة أبي تمكنت من حفظ القرآن الكريـــم مع إتقان رسمه وبعض المتون كألفية ابن مالك ومنظومة الإمام بن عاشر التوفى سنـــــــــة 1040هـثم التحقت بمساجد القبيلة للمزيد من إتقان القرآن الكريم بأنصاصه التي تتعلق بالحذف والإثبات والرسم ،وشيوخي بهذه المساجد هم :الفقيه العالم محمد مشيو ،والفقيه السيــــد محمد الشطري ،والفقيه االسيد محمد البقالي ،والفقيه السيد أحمد الهبطي والفقيه السيد محمد الصافي ،وغيرهم من الفقهاء الصالحين ،ولمـــــا أصبحت متقنا لحفظ القرآن الكريم وأنصاصه ومتونه التحقت بمركز الهباجين بنفس القبيلة لقراءة مبــــــــــــــــادئ العلوم التقليدية كالفقه والألفية والأجرومية والصرف والرياضيات والفرنسية وغيرها ،وشيخي بهذه الزاوية هو السيد العالم محمد المزوري المستاري ،وقد كانت هذه الجولة العلمية الابتدائية كمقدمة لعلوم عالية بمدينة مكناس ،وفعلا شرعت في متابعة دراستي الأصيلة بهذا المعهد وأنا متشبع بالجد والتحصيل ،ومن شيوخي به الأستاذ إدريس العرائشي الذي أخذت عنه النحو العالي ،والأستاذ أحمد البصري ،وعنه أخذت علم التاريخ ،والأستاذ محمد بن الصديق الذي علمني علم الأصول ،والأستاذ السلاسي الذ ي عنه أخذت علم العصمية ،والأستاذ الحميدي وعنه أخذت مادة الأدب، وغير هذه المواد كعلوم البلاغة والفرائض والفقه ،و أثناء هذه الدراسة كانت علاقتي بالأستاذ الفقيه الصديق علاقة متميزة ،حيث كانت مبنية على الاحترام المتبادل ،خصوصا لما قرأت أمامه بالقسم أبياتا شعرية ارتجالية بعد عودته من أداء فريضة الحج ،وبهذا الشكر الشعري أصبحت مقربا لشيخي الأستاذ بن الصديق لدرجة أنه كان يعتبر دروسي التي أنقلها عنه ،كأنها مراجع يصحح منها دروس الطلبة ،وذات يوم قال لي ولدي (عليك بحفظ القطع النثرية والشعرية والمستقبل سيكون باسما لك ) وقد تأثرت بقوله الثمين هذا واندفعت إلى الاهتمام بدروسي وإضافة ما أستطيع إضافته إليها من كتب العلم والمعرفة ،أما أستاذي أحمد البصري فبعد قراءتي لمحاضرة كلفني بإلقائها تحت عنوان:(هارون الرشيد وتشجيعه للعلم والعلماء ) قام وجلس في مكاني بالمقعد الأول من مقاعد القسم وأخذ الموضوع ،وكتب في آخر صفحاته نقطة 20 فوق 20 وكتب بالحرف الوحيد (هذا مجهود جبار تستحق عليه كل ثناء وتقدير ،وإن وصيتي لك هو كثرة المطالعة ،وواصل سواد الليل ببياض النهار ،فإن المستقبل سيكون باسما لك إن عملت بهذه النصيحة ،وإلى الأمام والله ولي التوفيق ) (أحمد بصري ). وكان عمري أثناء هذه المرحلة لا يتجاوز العشرين عامــا وبالجملة فقد كنت أحب شيوخي وأحترمهم ،وبالمقابل فقد كانوا يدعون لي بالتوفيق والنجاح في كل أعمالي ،وهكذا واصلت جهودي تحت مراقبتهم الكريمة لدرجة أن أحدهم زارنـــــــــــــي ببيتي المتواضع وشجعني على مواصلة العمل ودعا لي ولأخي بالتوفيق والنجاح ،وفارقنا على أمل لقاءات أخرى في مؤسسة الدراسة ،ونظرا لهذه العلاقة الطيبة التي كانت تشدني بهم فقد أمر ني أحد شيوخي بتعليم أولاد أخيه وكان ثريا جدا ،وبسلوكي الحميد هذا أصبحت لدى رب الدار كأحد أبنائه وذات يوم قال للأسـتاذ العرائشي إن طالبك السيد الهبطي يتمتع بضمير حي وأخلاق فاضـــــــــــــلة ونشاط فعال ،فقد أفاد أبنائي كثيرا فجزاه الله خيرا عمـــــا بذله من جهود ،وبهذا فرح شيخي وأثنى على أعمالي ،فكان ذلك بمثابة تجديد لمرحلة أخرى من حياتي التي لم أر من خلالها إلا كل ما يسرني من هيأة التدريس بوجه عام ،وعلى سبيل المثال كان أستاذي السلاسي يدرسنا مادة الفقه العالي وكان يمنـــحني نقطة عالية في كل امتحان ،وذات يوم خاطبه طالب اسمه التوزاني قائــــــــلا له أستاذي ألم يوجد في القسم من يستحق هذة الدرجـــــــــة إلا الهبطي فرد الأستاذ على هذا الطالب قائلا:
( لو كانــــــت النقطة تمنح فوق العشرين لمنحتها للهبطي ،ونظرا لقلة زادي بالمؤسسة التحقت بسلك التعليم الابتدائي بالشهادة الثانوية وبعد نجاحي المتميز أصبــــحت مدرسا بناحية مكناس ،ولما زارني المفتش السيد محمد العلج بقسمي خارج مدينة تاوجطات شكرني وأثنى على عمـلي ،وقال للسيد المدير (إن السيد الهبطي يجب تعينه فورا بالمركز )،ففرحت بهذا التطور في مجرى حياتي الدراسية والتعليمية ،وبمواصلتي للعمل العلمي نلت شهادة الإجازة بجامعة القرويين بفاس سنة 1985م،ومن شيوخي بهذه المؤسسة الأصيلة الأستاذ الدودي (مادة الفقه ) والأستاذ الغازي الحسيني (مادة الفرائض ) والأستاذ أحمد العلمي (مادة الحديث ) والدكتورة عائشة بنت الشاطئ (مادة التفسير )وغيرهم من العلماء الأكفاء وفي سنة 1991م بجامعة محمد الخامس بالرباط تابعــــت عملي بتحضير دبلوم الدراسات العليا في علوم القرآن في موضوع (فتح المنــــان ،شرح مورد الظمآن ،في رسم أحرف القرآن ) للإمام أبي مـــحمد عبد الواحد بن عاشر الأندلسي الأنصاري المتوفى 1040هـ،وذلك بعد نجاحي في امتحان شهادة استكمال الدروس أو (الشهادة المعمقة ) أما المشرف على عملي فهو الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي الذي كنت أحترمه ،وذلك نظرا لنصائحه الثمينة التي كنت أسمعها منه من حين لآخر كقوله مثلا (إنكم من خدام القرآن ) وقال الأستاذ الراجي المشرف ولجنة المناقشة تحاورني في دكتوراه الدولة في موضوع :(الشرح والتعليل لبعض قواعد الرسم القرآني الجليل على ضوء ما ورد فيها من قراءات التنزيل ) ( إن الباحث الطالب عبد السلام الهبطي الإدريسي يعتبر من المتشددين في المــــــحافظة على الرسم التوقيفي ،وقد فرحت كثيرا بهذا التعبير الراقي الذي عرفت مـــــن خلاله أن الدكتور الراجي يندرج ضمن قائمة الساهرين على صـــــيانة القراءات والقرآن ورسمه ،ومن تواضع الأستاذ الراجي أنني دخلت ذات يوم لمدرجه لمتابعة محاضرته في القراءات ولم أجد مقعدا ،وبعد وقوفي قليلا قام الأستاذ الراجي وخرج ،فإذا به يظهر وهو حامل مقعدا وخاطبني قائلا :(خذ ياهبطي )فعلمت أن الراجي رحيم وإنساني منذ هذه اللحظة وبين الفترتين الجامعيتين أكون قد قضيت بجامعة محمد الخامس بالرباط عشر سنوات ،وكنت إلى جانب عملي هذا أقوم بإنــــجاز بحوث متنوعة وهي كالتالي: بحث تحت عنوان1ـ (تخريج القراءات من حيث الخطاب الثلث الأول ) 2 ـ لمحة موجزة عن أهمية الفواصل والآيات بالنسبة لقارئ القرآن ) تحت إشراف الدكتور الراجي3ـ (الاتجـــــاهات الكبرى في بحث إعجاز القرآن إلى آخر القرن الخامس الهجري ) وهذا تحــــــــت إشراف الكتور أحمد أبو زيد ،4 ـ ( منهج الرسول في التبليغ وأثره في توجيـــــه الصحابة ) تحت إشراف الدكتور فاروق حمادة هذا بالإضـــــافة إلى عدة محاضرات قمت بإلقائها في الغرفة التجارية بمدينة القنيطرة منهـا على سبيل المثال 1ـ (الجانب الثقفي في العهد الحسني ) 2ـ ( حكم المخدرات في الشريعة الإسلامية ) 3ـ ( وظيفة الشباب في الإسلام ) 4 ـ جهاد محمد الخامس ضد الاحتلال الأجنبي ) كما أنني قمت بإلقاء عدة دروس في برنامج كيف نقرأالقرآن الذي كان يشرف عليه الأستاذ أحمد بابا العلوي ،ومنها على سبيل المثال (نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ) والقراءات ودورها في استنباط الأحكام ،واهتمام المغاربة بوقف الشيخ أبي جمعة الهبطي ،والإمام الخراز ومفاتيحه للدخول إلى فهم الرسم القرآني ،والوقف السني بالمغرب ،ودخول رواية ورش إلى المغرب،وهناك محاضرات أخرى كنت قد قمت بإلقائها في أماكن متفرقة بمدينة القنيطرة وغيرها ومنها على سبيل المثال (الرسم التوقيفي بين الرفض والتأيد ) و(نظام البيعة في الإسلام ) و(الصلاة ودورها الروحي والصحي في بناء صحة المومن )و(موضوع تأبيني )يتعلق بالفقيه محمد الهبطي ،وقد استمع إليه رئيس المجلس العلمي المحلي بالقنيطرة الأستاذ شبيهنا ماء العينين ،وغيره من علماء القنيطرة ،وكان ذ لك بحضور السيد والي المدينة ،كما قمت بقراءة قصيدة تحت عنوان (يتيم تبسم الكون بوجوده )بالإذاعة المغربية با لرباط ،ومن هذه الجهود أيضا ،محاضرة كنت قد قمت بإلقائها بضريح الولي الصالح الشيخ عبد الله الهبطي بالأخماس العليا إقليم شفشاون ،وكان ذلك بحضور عدد من العلماء والسلطة المحلية ،وأثناء عملي كأستاذ بمدرسة الأساتذة زارني مسؤول تربوي رفيع المستوى العلمي والتربوي الأستاذ عبد السلام العلوي ،وبعد حديثه معي جاء في تقريره (الدكتور عبد السلام الهبطي الإدريسي عالم جليل يستمد دروسه ومحاضراته من اطلاعه الواسع في علوم القرآن والتربية ،أعتبروجوده بهذه المؤسسة العلمية والتربوية أستاذا مؤطرا مكسبا حقيقيا للمدرسة وطلابها ) ،أما الأستاذ محمد الهبطي فكان آخر ما كتب في حقي بالحرف الوحيد (أنوه بقدرتك الإنشائية وغزارة معلوماتك الدينية والحديثية والأثرية:
رب إن كنت قد وفقت فيما أردته فذلك فضل الله أعطــى فأكثرا
وإن كنت عن هذا المقام بمـــعزل فكلـــي عيوب إنك الله فاغفرا
إذا ماتت أمك انطفأ نورك
أمي الفاضلة الغالية للافطوم الشريفة الهبطية لقد ودعت الدنيا ،وفارقت الحياة وتركت وراءك دموعا لا تنقطع ،وعبرات لا تفارق الوجوه ،وهموما عششت في القلوب ،وأحزانا سكنت في الأفئدة ،فهاهو المهموم ولدك عبد السلام (د )الهبطي الحامدالشاكرالعابد الصابر ،يعيش بدونك حياة مليئة بألحان الفراق ،وعامرة بالتأمل والاحتراق ،غير أن صبري الصامد لا يسمح للألم بالمرور إلى قلبي ،ولا يفتح له لطريق بالدخول إلى جوانب فؤادي ،أمي المؤمنة العابدة بمجرد ما فارقت الحياة وعلمت برحيلك إلى العالم الأبدي والمكان السرمدي قمت فورا أجر ذيول الصبر والاعتزاز بالتوازن الروحي ،وما هي إلا لحظات حتى كنت في قرية القليعة مقرموتك ، ومقر جدنا الإمام سيدي محمد الهبطي رحمه الله ،وبوصولي إلى قبرك الكريم الزاخر بالأجر والثواب إن شاء الله ،شعرت بكثرة الدموع تتساقط من عيني وتأكل من صحتي والعبرات تنقص من وزني ،وبعد قراءة القرآن على الروح الغالية ،تابعت طريقي في اتجاه القنيطرة بعد ما ودعني كثير من المحبين والمومنين أمي الصالحة الخائفة من الخالق المعبود ،تذكري أني لما وجدتك في بيتك تصلين ،وتتقربين إلى خالقك ، وتبكين ،فقلت لك ما سبب هذا البكاء ،فقلت لي لما وصلت إلى اسمك تأثرت ،فبكيت ودعوت لك بالرضا ودعوات القبول والفوز بالدخول إلى الجنة ،أمي الصادقة ،تذكري مرة أخرى حينما ودعتني وأنا في طريقي إلى حقول العلم والمعرفة بمدينة مكناس ،وكان مشيك بجانبي كله بكاء بسبب حرارة الفراق ،وانتهى بك المطاف بالرجوع إلى مكان النوافل والتضرع إلى الخالق العظيم ،وكان النظر إلى الخلف أكثر مني ومنك بالمشي إلى الأمام بسبب ، غزارة الدموع أيتها الأم المؤمنة بالرضا والقدر اعلمي أنك منذ فارقت الحياة وفضائل القرآن العزيز تنير قبرك ،وبركات الذكر الكريم تضيء حدائق شرفك ،فأنا معك بإرسال هدايا قرآنية إليك إلى أن يجمعنا الله على مائدة القرآن في جنة الخالدين ،وحدائق السعداء الصالحين ،ثم اعلمي أيتها الأم الكريمة إنك كنت مع أولادك خادمة لهم ومكافحة ومجاهدة ،ومع هذه الأتعاب ،كان الصبر يقودك إلى ماهو أعز ،ومع هذا الجهاد النادر الذي تبلى فيه السرائركنت من أهل الأخيار، أمي الحنون أنا معك بإرسال هدايا قرآنية ونفحات ربانية إلى يوم اجتماعنا بساحة الحشر والجزاء .وفيك أيتها الأم الحنون ،وأبي الرحيم سيدي محمد الهبطي قال الخالق سبحانه ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ،وبالوالدين إحســــــــاــــنا ،إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ،وقل لهما قولا كريما ،واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيـــــــاــــــني صغيرا ) سورة الإسراء الآية 24 .
بقلم الشاعر الباحث د عبد السلام الهبطي الإدريسي