اعلام

اعلام

درس

تحت عنوان

عبقرية محمد تتجلى في قيادة أمته

 

 

 

 

هذا محمد النبي العبقري جاء ينير هذا الكوكب الذي انتظره طويلا وهو يسبح في الملكوت ،حتى أتى بمفاجأة قلبت رأس العالم على عقب وهو ظهور حبيب هذا الكون لضياء ما يقوده هذا الحبيب بصدق وصبر وصمود على وجه هذا الكوكب الذي يحمل ما شاء الله من مخلوقات في انتظار قدوم هذا الضيف الحبيب هذا النور المشرق هذا النجم اللامع ، الذي هو في شوق إلى خلق جديد إلى عباد الله الأبرار ،كما يشاء باني هذا الكون ليرى ما يجري في ملكه من مخلوقات ،جاء هذا الرائد الأعظم سيد البشر ليرى ما خلقه خالق هذا الكون ،الذي تكون في مدرسة الغيب ليعلم للخلق ما تعلمه في مدرسة النور وما تعلمه من خرائط  الهية  للاستعانة بها لقيادة هذا العالم  العظيم ،إن محمدا تكون في مدرسة السماء ،وتكون من رحمة الخالق التي تعتبر زاده الرباني ،الذي يعينه  على شؤون الحياة ،وبهذا يكون الرسول الأعظم قد انفتح قلبه بأخلاق السماء ،وانشرح صدره ،والأنوار الكونية تحيط به كما تحيط الكواكب بالشمس ،فإذا تحرك هذا العبقري تحركت له الأحياء واشتاقت إلى رؤيته ،وإذا ابتسم محمد ابتسمت له كل ما في هذا الكون ،إذن فمن هو هذا الكريم العظيم إنه محمد ونوره ،والهادي وضياؤه ،والشافي وبركاته ،والرحيم وفضائله ،والمرشد وعلمه ،والكريم وهيبته ،والحبيب وجماله ،فإذا سلم على هذا الحبيب خلق هذا العالم أجابهم بحرارة السلام وأحاط بالحبيب  الجمال والوقار ،ووقف عن يمينه وشماله ضيوف الله ،فكان الحبيب ،إذا تكلم مع أحد سبقه نور وجهه ،وإذا وقف مع الأخيار يسبق نور وجهه وجه هؤلاء الأبرار

 

 

محمد سيد الكون

 

 

 

جاء محمد كوسام لهذا الوجود وكقلادة لهذا العالم ،وأتى هذا الرسول الكريم كنعمة كبرى تصافح هذا الكون وبالمصافحة بين هذا الوسام والنعمة الكبرى أصبح هذا البساط الأعظم فراشا لمقدم هذا الرائد العظيم ،وكيف لا ومحمد  رسول حكيم  لا يتكلم إلا  بالأخلاق  السامية . فقد جئتنا يامحمد بأخلاق القرآن حتى أصبحت نبيا خلقك القرآن ،ولا عجب إذا بعثك الله  قاضيا لهذه الأمة ،ومن الغريب أن العقل قبلك كان  معروفا بالشر والقتل وسفك الدماء،لكن من رحمة  الله على هذا الخلق  فقد أرسلك الله نورا وهاديا إلى طريق الحق والصواب  وفي هذا الشأن قلت مستعينا بالله

                   

 

 

 

أخي القارئ الكريم

 

 

 

 

إن هذه القصيدة المتواضعة يصل عدد أبياتها  إلىسبعة عشر بيتا ، وهي  تحت معالجة الأستاذ منير الهبطي الإدريسي ، وبعد التأمل فيها والنظر في محتواها ،إذا به يشاهد ثلاثة أبيات قد انفصلت عن القصيدة الأم ،ومن العجيب أنها قد ظهرت للمعالج بحروف ضخمة جميلة وقد ثأثرلهذا المنظر المعجز كما تأثرت أنا منه ،وفورا قلت

 

 

            

 

 

الكريم الأول

 

 

 

كرم الرسول الحبيب يأتي بعد كرم النبي إبراهيم الخليل كان النبي إبراهيم كريما وكان ما رأى شخصا إلا وأمر بإكرامه ،ومن ذلك أنه أمر بوضع النار أمام بيته ،لأن العرب كان من عاداتهم أنهم يوقدون النار أمام  بيوتهم ،وذات يوم رأى رجل فارسي نارا أمام بيت إبراهيم الخليل فدنا هذا الرجل إليها وأمر بالدخول إلى البيت الإبراهيمي ،فلما قدم له الأكل لم يذكر الفارسي ا سم الله ،فمنعه إبراهيم من الأكل إذا لم يسم الله فأجابه الفارسي إن ربي هو هذه النار الموقدة التي تراها أمام بيتك ،فأمره إبراهيم بالخروج فخرج الرجل فنزل الوحي على سيدنا إبراهيم (ياإبراهيم إني قد ربيته مائة سنة ولم أنظر إليه بسوء وأنت لم تصبر على الجلوس معه ولو مقدار جزء يسير من الزمان ،فخرج إبراهيم وبحث عنه فوجده وأمره بالعودة إلى الطعام فسمى الله وأكل (والله تعالى أعلى وأعلم )

 

 

نور المرء نظافته

 

 

 

من المنهجية المعروفة في الإسلام الكرم الذي هو عنوان الأخلاق  ،ثم جاءت النظافة الحسية ،كنظافة الجسم ،والمعنوية كطهارة القلب من الذنوب ،ومن  هذه الأخلاق العالية كان صلى الله علية وسلم يعيش في بيته البسيط ومسكنه المتواضع ،فقد نزل بحياته إلى مرتبة المساكين ،هذا إلى جانب تواضعه مع نسائه المؤمنات ولشدة تواضعه كان يمارس نظافة نعله بنفسه وكان لا يعتمد على أحد ،كما كان هذا النبي العظيم يخيط ثوبه ويحلب أغنامه بتواضع وبشاشة القلب وكان أثناء وجوده في السوق لا يرى أحدا إلا اندفع بنفسه ليسلم عليه ،سواء كان غنيا أو فقيرا ،أما مسكنه فقد كان في غاية البساطة ، وتواضعه في مسكنه يدل على أن  حياته بلغت النهاية في الانحناء للزمان والهبوط في المظهر ،لكن  كان مع هذا كله قويا أمام  العواصف  وصابرا ضد الأهوال   كان  خالقه الكريم لا يزيده  إلا تشريفا وسموا يقول علماء النفس حقيقة المرء تظهر في أربعة منظر ومخبر ،مخبر بلا منظر، منظر بلا مخبر،لا مخبر لا منظر( ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) آمين   

 

 

 

بقلم الباحث الشاعر د عبد السلام الهبطي الإدريسي

 

 

 

المصــــــــــــــــــــــــــــــادر

 

 

 

 

1 الشفا بتعريف حقوق المصطفى   للعلامة القاضي عياض ج1 ص500

2  الرحيق المختوم للأستاذ صفي الرحمن ص 55

3  حياة محمد للأستاذ محمد حسين هيكل ص272

 

 

 

محاضرة تحت عنوان

القائد المومن أبو عبيدة عامر بن الجراح

مقدمة   الموضوع

 

 

 

كل من أحبه الخالق وفضله بعمله الصالح فتح له باب الإيمان للد خول منه إلى عالم النور والتوفيق ،ومن هنا لم يبق هذا الممنوح صاحب خير وفضل فحسب ،ولكنه يرفرف بقلبه نحو الأمام لتكميل بناء ضميره وانفتاح روحه نحو المجد والسعادة والقناعة

 

 

هي القناعة لا أبــــــــــغي بهـا بدلا        فيها النعيم وفيــــــها راحة البــــدن

أنظر لمن ملك الدنيا بأجمعـــــــهـا        ما فاز منها سوى باللحد والكـــــفن

إذن من هو هذا الرجل الذي لقــب       (أمير الأمراء )،من هو هذا الطويـل

 

 

القامة النحيف الجسم، المثالي الأخلاق ،من هو هذا الأمين الذي قال عنه عمر بن الخطاب (لو كان أبوعبيدة حيا لاستخلفته ،فإن سألني ربي عنه قلت استخلفت أمين الله وأمين رسوله )إنه أبو عبيدة (عامر بن عبد الله بن الجراح )وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عاش بجانب أبي بكر الصديق كمدافع عن دين الحق ،ثم في صحبة أمير المومنين عمر بن الخطاب تاركا الدنيا الفانيةوراء ظهره

 

 

 

هجرته ودفاعه عن الإسلام

 

 

أسلم أبــوعبيدة وإيمانه العميق يدفعه إلى طريق النصر والجهاد إنه الرجل الذي فضل أن يكون من الذين أحبوا أن يعيشوا في الدفاع عن الإسلام ،لقد هاجر أبوعبيدة إلى الحبشة مع مجموعة من الصحابة الكرام ،ثم دفعته الأقدار إلى المدينة المنورة من أجل إصلاح خلاف وقع بينه وبين أفراد من المومنين ورجال الحق ،وكان أبو عبيد ة من الصحابة الذين جمعهم القدر بالنبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم التي ارتفع الإسلام بها إلى عدد أربعين مجاهدا ،وقد تعرض هذا القائد للإيذاء في سبيل الدعوة إلى الله مع صبره الطويل وبهذا الامتحان ارتفعت شهرته بالعديد من الغزوات والمعارك ولعل أهمها معركة بدرومعركة أحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتف أبو عبيدة بحضوره في الغزوتين ،ولكنه شارك في كثير من الغزوات والفتوحات في عهد الصحابة الكرام مثل فتح الشام في عهد أبي بكر الصديق ،وشجاعته القوية جعلت عمر بن الخطاب أن يسند إليه منصب قائد على الجيش الإسلامي بدلا من خالد بن الوليد وبهذا السمو المبارك عرف أبو عبيدة بأنه من الصحابة الذين ترتاح العين بمجرد رؤيتهم ،وقد كان شديد التواضع والرقة (عن عبد الله بن عمروقال ثلاثة من قريش أصبح (بضم الحاء) قريش وجوها ،وأحسنها أخلاقا وأثبتها جنانا إن حدثوك لم يكذبوك (بفتح الياء وكسر الذال ) وإن حدثتهم لم يكذبوك (بضم الياء وكسر الذال مع الشدة )هم أبوبكر الصديق وأبو عبيدة بن الجراح ،وعثمان بن عفان ،وأبوعبيدة هو أحد المبشرين بالجنة ومن السابقين الأولين إلى الإسلام ونظرا لمكانته السامية لقبه النبي صلى الله عليه وسلم بأمين الأمة ، فهو حقا كان أمينا وصادقا في كل تصرفاته ،ونظرا لهذه المكانة قال أبو بكر في حقه (قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر بن الخطاب وأبوعبيدة بن الجراح )،ولما عين عمر للخلافة عزل خالد بن الوليد وجعل مكانه أبا عبيدة ونظرا لما كان يتمتع به هذا الصحابي من شجاعة فقد كتب الله له النصر في فتح دمشق وغيرها من المدن وقراها

 

 

زهد أبي عبيدة بن الجراح

 

 

لما قدم عمر منطقة الشام وجد في استقباله الصحابة والأمراء والعظماء فقال عمــررضي الله عنه أين أخي عبيدة وبعد اللقاء بين الرائدين قال للحاضرين بارك الله فيكم انصرفوا عنا ،ثم تابعا السير لمنزل أبي عبيدة ،فلم يجد عمر في بيته طعاما إلا جرة فيها كسيرات فبكى عمر ثم نطق قائلا (غيرتنا الدنيا كلنا غيرك ياأباعبيدة ) فقال الصحابة بعد هذا القول الصادق المؤثر هذا زهد يكاد يكون ناطقا ،ولما أعطي لأبي عبيدة مبلغا من المال رفض أخذه ، فقال صلى الله عليه وسلم لما علم بهذا الأمر (الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا

 

 

رواياته لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

 

أسلم الصحابي الجليل أبو عبيدة في أوائل البعثة النبوية وكان رضي الله عنه واسع العلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،غير أن كتب الحديث التي روت عنه لم تفدنا إلا بالقليل منها ،ومن هؤلاء الذين أفادونا باليسير عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ،ومن الصحابة الذين أعطوا الكثير هم أبو بكر وعمر وعثمان وطلحةوالزبير   وأبو عبيدة بن الجراح ،وسبب قلة الرواية عن هؤلاء الأكابر من الصحابة الكرام أنهم فارقوا الحياة ،وجاءت كثرة الأحاديث عن كثير من الأصحاب الفضلاءمثل جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة ،وذلك بسبب طول أعمارهم وكان الناس يحتاجون اليهم والمكثرون الذين نقلوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم هم :

 

 

1 أبو هريرة وعدد أحاديثه هي   5374

2 عبد الله بن عمر 630 2

3 أنس بن مالك 2286

أم المؤمنين عائشة 2210

عبد الله بن عباس 1660

جابر بن عبد الله 1540

أبو سعيد الخدري 1170

 

 

وقد جمعهم الشاعر رحمه الله في بيتين فقال:

 

 

       سبع من الصحب فوق الألف قد نقلوا     من الحديث عن المختار خير مضر

       أبو هريرة سعد جــــــــــــــــابر أنس     صديقة وابن عباس كذا ابن عمـــــر

 

 

 

ومما رأيته في منامي أن امرأة غبية، عيناها حمراوان جاءتني بطفلين الصغير منهما زارني والكبير لم أره، فعلمت بإشارة من الهاتف أن هناك امرأة دخيلة جاءت تفرق بين أفراد الأسرة، ( ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا )

 

 

 

المراجـــــــــــــــع

 

 

 

(فتح المغيث بشرح ألفية الحديث   للعلامة العراقي

رجال حول الرسول للعلامة خالد محمد خالد ص301

 

 

 

 

بقلم الباحث الشاعر عبد السلام الهبطي الإدريسي

 

 

 

الدكتور الراجي في جوار الله

 

 

الراجي عالم من علماء المغرب افتقدناه وافتقدنا معه جانبا مهما من علمه، هو علم القراءات ،إنه العالم الجليل الذي لم ننس فضله هو الأستاذ الدكتور الراجي التهامي الذي خدم العلم ، ورفع من شأنه ،وجاهد من أجل إحيائه ،هذا إلى جانب ما كان يتحلى به من أخلاق فاضلة ،وسلوك طيب متميز ،بارك الله لشيخنا في حياته وآخرته ( وإنا لله وإنا إليه راجعون ) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم  ،وقد تأثرت كثيرا  بغيابه عن الساحة العلمية وعن وطنه المغرب ،وبمناسبة انتقاله إلى جوار ربه  جئت  بأبيات و إن كانت قليلة إلا أنها تحمل في طياتها شعورا مليئا بالأسى والأسف على فقده فرحم الله شيخنا الراجي راجيا  من الله أن يجمعنا به على مائدة العلم ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، رفيقكم بجامعة محمد الخامس بالرباط ،وصديقكم في  طلب العلم والمعرفة 

 

 

 

 

 

بقلم الباحث  الدكتور الشاعر الهبطي الادريسي عبد السلام

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محاضرة

تحت عنوان

بلال بن رباح مؤذن الإسلام ومزعج الأصنام 

 

 

 

 

مقدمة

 

 

كان بلال بن رباح أعظم ناطق بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شديد ا لمحبة للقائد الأعظم ،والرائد الأكرم صلى الله عليه وسلم إنه بلال الذي أحب رسول الله ،وأحبه نبي الله إنه بلال الذ ي عرف بتواضعه بين الناس ،إنه القارئ لكتاب الله بخشوع ، والمتواضع لعباد الله،إنه بلال المومن الصابرالذي كان يرتل وحي الله بدموع ويتقرب إلى خالقه بالسجود والركوع إنه بلال المجاهد رضي الله عنه الذي عرف بالصبر والثبات ،فقد تعرض للتعذيب من طرف أمية بنخلف   الذي كان يضع الصخرة فوق بطنه ويقول له ما دمت لا تومن باللات والعزى فإنك لا ترى إلا عذابا وتمزيقا في جسدك ،فيرد بلال ( أ حد أحد ) إنه بلال الصحابي الجليل الذي كان أول مؤذن لرائد البلاد وصادق بين الناس والعباد ،المجاهد الذي قال في حقه النبي الكريم ( نعم المرء بلال هو سيد المؤذنين ولا يتبعه إلا مؤذن ،والمؤذنون هم أطول الناس أعناقا يوم القيامة ) و قد تعلم بلال المجاهد في مدرسة النبوة ورافق الرسول كثيرا وهذا ما جعله يتأثر بأخلاقه الرفيعة وسلوكه الحميد

 

 

 

هجرة بلال إلى المدينة

 

 

 

قام بلال بن رباح بالهجرة إلى يثرب ، و نزل في بيت ( خثيمة ) و حضر بلال مع الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة بدر ،وفي هذه المعركة قتل عدو بلال أمية بن خلف الجمحي الذي كان يعذبه ويبالغ في تعذيبه حتى

قال ورقة بن نوفل لبلال لما شاهده وهو يتعذب إذا مت وأنت في هذه المحن ،فإننا سنتخذ قبرك بركة ،وكان هذا الرجل قد حضر كافة الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم ،ونظرا لصوته الشجي العذب أسند الرسول إليه مهمة الأذان ،فكان أول من أذن للمسلمين ،وحينما فتحت مكة اعتلى بلال الكعبة ونادى المومنين بأغلى كلام على الإطلاق بصوته الندي الذي ملأ الأفئدة إيمانا والأسماع روعة وهو يقول وقلبه يكاد يفيض دموعا (الله أكبر الله أكبر ) ( أشهد ألا إله إلا الله ) ( أشهد ألا إله إلا الله ) ( أشهد أن محمدا رسول الله ) ( أشهد أن محمدا رسول الله ) ( حي على الصلاة ) ( حي على الصلاة ) ( حي على الفلاح ) ( حي على الفلاح ) (الله أكبر ) ( الله أكبر ) ( لا إله إلا الله )

 

 

 

أخذ الصحابة من بلال

 

 

 

وقد اجتهد بلال في جمع الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و أخذ عنه كثير من الصحابة منهم علي بن أبي طالب ، وأبو بكر الصديق ،وعمر بن الخطاب وأسامة بن زيد ،وعبد الله بن مسعود ،وأبو عثمان النهدي ،وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري والحارث بن معاوية وكعب بن عجرة ،وطارق بن شهاب والبراء بن عازب ومن روى عنه من التابعين   الأسود بن يزيد وعبد الرحمن بن أبي ليلى ووهب بن عبد الله وغيرهم

 

 

حياة بلال بن رباح بعد وفاة الرسول

 

 

 

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم رفض بلال أن يؤذن لأحد من بعده ،وفعلا لم يؤذن إلا مرة واحدة فقط ،وبعد ما طلب منه الصحابة الأذان امتثل لما سمعه منهم فقام وأذن إلى أن وصل إلى (أشهد أن محمدا رسول الله فبدأ بالبكاء ولم يقدر أن يكمل الأذان ،ثم قال يا خليفة رسول الله إني سمعت رسول الله يقول (أفضل عمل المومن الجهاد في سبيل الله ) فقال أبو بكر( فمن يؤذن لنا يا بلال ) قال أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت قال أبو بكر( زدنا من صوتك الشجي ) قال بلال رضي الله عنه وعيناه تفيضان بالدموع (إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله )قال أبو بكر تمهل يا بلال وأذن لنا لأنك بصوتك المؤثر تزعج الأصنام ،وتقلق راحة أعدا ء الإسلام ،وهنا اختلف الرواة فمنهم من قال سافر إلى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهدا ،ومنهم قال أنه قبل رجاء أبي بكر وبقي في المدينة ولما تولى عمر الخلافة استأذنه وخرج إلى الشام لمتابعة مهمته في الجهاد والدفاع عن الدين والرفع من شأن كلمة الحق

 

 

أقوال الرسول في بلال بن رباح

 

 

 

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم (اشتاقت الجنة إلى ثلاثة إلى علي وعمار و بلال ) . دخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتغذى فقال صلى الله عليه وسلم (الغذاء يا بلال ) فقال إني صائم يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم ( نأكل رزقنا وفضل رزق بلال في الجنة ،أشعرت يا بلال أن الصائم تسبح عظامه وتستغفر الملائكة له ما أكل عنده ) وقد بلغ بلال بن رباح أن ناسا يفضلونه على أبي بكر فقال كيف تفضوني عليه ،وإنما أنا حسنة من حسناته ،وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إني دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت ( يا جبريل ما هذه الخشفة ؟ ) قال بلال يمشي أمامك ) وعاش بلال مع الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد معه المشاهد كلها ،وكان يزداد قربا من قلب الرسول الكريم الذي وصفه بأنه (رجل من أأهل الجنة )

 

 

نداء الحق بصوت داعي السماء

 

 

يقول المؤرخ ابن الأثير في كتابه ( الكامل في التاريخ إن رجلا يقال له ( أفلح ) كان يعذب في الرمضاء بجوار بلال بن رباح فشاهد أمية بن خلف خنفساء تسير في الرمال جوار رأس( أفلح ) فقال له مستهزئا وهو يشير إلى الخنفساء ( أهذا الذي هو إلهك ) فقام بلال بن رباح وصاح ( خسئت إن إلهي إلهك وإله السموات والأرض وما بينهما ) فجا ء قلب أمية وهو يكاد ينفجر بتأثير صوت ا لحق عليه وقال لأخيه ( زده عذابا ) وسترى إن كان محمد سيخلصه مما هو فيه من احتراق قلبه وتعذيب جسده ،وكان شرف أذان بلال بردا ورحمة على المسلمين ،وكانت الدموع لا تفارق وجوه السامعين ولا تجف من صدور المومنين ،أما المؤذن المسلم صاحب الصوت المؤثر في القلوب فكان كلما رفع صوته للأذان يبكي ويبكي الجميع بضم الياء ،ومن العجيب أنه كان لا يفارق هذه الدموع وكانت فاطمة الزهراء لا تستطيع دفع دموعها من شدة سقوط عبراتها بسبب عدم صبرها على فراق نداء الرحمن، ولم تجد راحتها إلا في الحمد والشكر لرب العالمين ومع هذه الأجواء الربانية جاءها نداء السماء يفيد أصمت يا بلال فإن فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وسلم قد ماتت ، رحم الله بلالا إمام المؤذنين

 

 

 

المصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادر

 

 

1 - رجال حول الرسول   للعلامة خال محمد خالد ص 101

2 - رجال أنزل الله فيهم قرآنا     للدكتور عبد الرحمن   ر   ص87

 

 

بقلم الباحث الشاعر الدكتور عبد السلام الهبطي الإدريسي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أبو حنيفة عالم كبير و فقيه منطقي

 

كان  أبو حنيفة عالما اكبيرا  وفقيها منطقيا متضلعا، اشتهر بعلم الكلام في أول حياته، وبعده  انتقل إلى علم الفقه،والسبب في ذلك أن امرأة سألته عن مسألة فقهية في موضوع الطلاق لكنه لم يوفق في الإجابة ،فتنازل عن علم الكلام وتابع دراسته في العلوم  الفقهية ،وكان على اطلاع واسع بهذا العلم ،فقال عن نفسه في هذا الشأن : "كنت أنظر في علم الكلام حتى بلغت مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع"ولما فارق علمه الأول قصد علماء الفقه للأخذ عنهم وكان شيخه الكبير في هذا الشأن هو العلامة  حماد بن أبي سليمان الذي كان مطلعا على فقه أهل الرأي من علماء العراق كعلي بن أبي طالب ،وعبد الله بن مسعود ،وعلقمة ومسروق ،وإبراهيم النخعي وغيرهم، وقد لازم أبو حنيفة   شيخه المذكور في علم الفقه ثمانية عشر عاما متصلة،ومع هذه المدة الطويلة أصبح رائدا في هذا الشأن وقد كان شغوفا بالتحصيل ،حتى أصبح شيخه يحس بالضيق من كثرة مناقشته ،فقال له ذات يوم "يا أبا حنيفة قد انفتح جنبي وضاق صدري " وفي رواية " لقد استخرجت كل ماكان عندي "وبعد موت الشيخ حماد لأبي حنيفة سنة 120هـ جاء بعده ولده سليمان بن حماد لكنه لم يكن كأبيه في المسيرة العلمية حيث لم يستطع الصمود أمام هذا التبليغ العلمي للراغبين فيه،وهنا ظهرأبو حنيفة كخليفة عن شيخه حماد بمهارة في  قيادة هذه السفينة العلمية التي قادها  ما يقرب من ثلاثين سنة ،وبعد ما ترك علماء أكفاء في هذا المجال ،فارق الحياة سنة 150 هـ وخلف تراثا غزيرا يشهد بتفوقه على علماء عصره ،وجاء موته معاصرا للدولة الأموية والعباسية  ونظرا للفتن والحروب التي ظهرت في دولة بني أمية نجد علم الكلام يتجدد في هذه الحقبة لدى أبي حنيفة وذلك بسبب الجدال والمناقشة ومناظرة  الخصوم من المسلمين ،فجاء فقهه يتحلى بعلم المنطق والقياس والعلوم العقلية والفلسفية علما أن أبا حنيفة كان فارسيا من الجنس   الآري الذي عرف بالتعمق في العلوم والبحث في أصولها ،وهذا ما جعله يتميز بقدرته على التفتيش في جذور العلوم ،هذا بالإضافة إلى أنه كان متشددا في علوم السنة   ،ومتقدما على غيره من أئمة الاجتهاد في هذا الشأن ،ومن جانب آخر أنه كان يرى عدم مخالفة  الحديث للقرآن ،بحيث  كان لا يقبل منه إلا ما كان ثابتا بالأدلة والحجج ،وهذا المنهاج الذي كان يتعامل به مع الحديث يعطينا فكرة واضحة على أن الإمام أبا حنيفة كان يتمتع بجدية وبعد نظر في علم السنة والحديث وانتهت حياة هذا  الإمام العظيم بمحنة تجلت في أن الخليفة المنصور أعطاه منصبا للقضاء ،غير أنه رفض قبوله ،فأمر بضربه في السجن حتى مات ،وسبب هذه المحنة أن أبا حنيفة  كان يحب محمد النفس الزكية ويحب أخاه وقد أخذ حقهما من غير سبب ،واعتبر المنصور أن رفضه لهذا المنصب الذي أسنده إليه هو بمثابة رفض التعاون معه .

 

 

محاضرة تحت عنوان

عمر بن الخطاب رائد العدل والحق

مقدمــة

   

كتب للحياة الناجحة رجال مصلحون يساهمون في بنائها والرفع من شأنها ،بحيث لا تجدهم نائمين فوق الفراش أو متكاسلين ،وإنما همهم الوحيد هو البناء والتشييد ، وإحياء التراث العلمي والديني والفلسفي والأدبي ، والأخلاقي ،وبهؤلاء الرجال المصلحين تتقدم الأمم ويعلو شأنها ويرتفع مقامها في الوسط الاجتماعي والحضاري ،وفي مقدمة هؤلاء الأخيار الخليفة العبقري المومن الصادق ،سيدنا الجليل أمير المؤمنين   عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

الجزاء الجليل لعمر بن الخطاب

عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( دخلت الجنة فرأيت فيها دارا أو قصرا فقلت لمن هذا ؟ فقالوا لعمر بن الخطاب ،فأردت أن أدخل فذكرت غيرتك ،فبكى عمر ،وقال أي رسول الله وعليك يغار ) وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ينادي مناد يوم القيامة أين الفاروق ؟ فيوتى به ،فيقول الله مرحبا بك يا أبا حفص ،هذا كتابك إن شئت فاقرأه وإن شئت فلا ،فقد غفرت لك ،ويقول الإسلام ،يارب هذا عمر أعزني في دار الدنيا ،فأعزه في عرصات القيامة فعند ذلك يحمل على ناقة من نور ثم يكسى حلتين ،لو نشرت إحداهما لغطت الخلائق ..)

قيمة عمر من خلال العلماء

لم يذكر عمر إلا وذكر معه العدل والحق، بالإضافة إلى القوة والشجاعة والزهد والورع والتقوى والمراقبة لشؤون الرعية ،كما كان يخاف الله ويبكي لقراءة القرآن ويبكي إذا رأى ضعيفا أو مسكينا أو أرملة أو أي مخلوق قهره الزمان أو عضه الدهر ،أو أصابته مصيبة ،كما وصف بالذكاء و يقضه الضمير وقهر هوى النفس، وفي هذا الشأن قال الإمام ابن الجوزي في حقه ( واعلم أن عمر رضي الله عنه كان ممن سبقت له الحسنى ،وكان مقدما في الجاهلية والإسلام ) و قال العلامة ابن كثير ( و كان متواضعا في الله خشن المطعم شديد ا في ذات الله يرقع الثوب بالأديم ،ويركب الحمار عريا والبعير مخطوما بالليف ،وكان قليل الضحك لا يمازح أحدا ،وكان نقش خاتمه ( كفى بالموت واعظا يا عمر ) وقال أبو بكر الصديق في حقه أيضا ( ما ظهر على الأرض رجل أحب إلي من عمر ) و قيل له في مرضه ما ذا تقول لربك وقد وليت عمر ،قال أقول له ( وليت عليهم خيرهم ) وعندما وضع قادة فرنسا بيانا لثورتهم ،وعند قراءة البيان من طرف خطيب الثورة ( لافاييه وقرأ ( يولد الرجل حرا ،ولا يجوز استعباده ) فرفع لا فاييه رأسه وقال ( أيها الملك العربي العظيم عمر بن الخطاب ،أنت الذي حققت العدالة كما هي ) ولعل لافاييه لم يقل كلامه هذا إلا بعد ما قرأ قول عمر ،ونصه كما ياتي ( كيف أنام ؟،إن نمت بالنهار ضيعت حقوق الناس ،وإن نمت بالليل ضيعت حظي من النوم .

أوليات عمر

ـ عمر بن الخطاب أول خليفة أطلق عليه أمير المؤمنين

ــ وهو أول رائد كتب في التاريخ الهجري

ـ وهو أول مؤمن جمع الناس على التراويح

ـ وعمر هو أول من طاف بالليل لحراسة الناس في المدينة

وعمر أول رجل إسلامي مومن ضرب في الخمر ثمانين

وأمير المؤمنين عمر هو أول من وضع القناديل في المساجد في رمضان حتى قال علي في حقه ( إن عمر هو أول من نور علينا في مساجدنا )

ـ وهو الذي زاد في المسجد النبوي ووسعه وفرشه

ـ وعمر بن الخطاب هو أول من أخرج اليهود من الحجاز إلى الشام ،وقد اتسعت الفتوحات في عهده ففتحت مصر ودمشق والأردن والقدس ،وأطراف من العراق وإيران وغيرها .

من تواضع عمر بن الخطاب

كان عمر يخطب وفي إزاره اثنتا عشرة رقعة ،وفي الرمادة أكل الزيت حتى قرقر بطنه فقال لها قرقر أولا تقرقر ،ولا يمكن لي أن أشبع وأمتي جائعة أو أطفال أمتي يموتون جوعا و كان رضي الله عنه في وجهه خطان أسودان من البكاء ،خوفا من نقص عمله في القيام بواجبه ، و قال عند موته ( الويل لعمر إن لم يغفر له ) ، و قد هيأ طعاما لأطفال يبكون ، قائلا لأمهم ( اصبري وأحسني إليهم كثيرا ) ، فأجابته أم الصبيان ما أراك إلا مثل عمر ،فلم يجبها ومضى إلى حال سبيله وهو يستغفر الله .

من أقوال عمر المشرقة

ـ إن الذين يشتهون المعصية ولا يعملون بها ،( أولائك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة ورزق كريم ) سور ة الحجرات الآية 3

ـ لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله سيحاسبني عنها يوم القيامة

ـ أحب الناس إلي من أهدى إلي عيوبي

لوكان الفقر كفرا لقتلته

ـ من كثر ضحكه قلت هيبته

ـ من قال أنا عالم فهو جاهل

عمر الزاهد في طريق الموت

لما دنا أجل عمر ،طلب من الله أن يقبضه إليه وهو على طاعته وسنة رسوله ،وأن يمن عليه بالشهادة وقد ثبت في صحيح البخاري أن عمر كان يقول ( اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك ،وموتا في بلد رسولك ) فاستجاب الله دعاءه وجمع له بين هذين الحسنيين وقد قدر لعمر أن يموت شهيدا وهو يصلي في المحراب ،طعنه أبر لؤلؤة المجوسي بخنجر ،فسقط على الأرض ولما أصيب عمر باهتزاز في رأسه وجسمه أمر ابنه عبد الله أن يضع رأسه على الأرض ،فمسح عمر خديه بالتراب ثم قال ( ويل لعمر ،ويل لعمر ،ويل لعمر إن لم يغفر الله لعمر ) ،ولما سئل ما يبكيك يا أمير المؤمنين فقال ( أبكي على الإسلام ) رحم الله عمر بن الخطاب . و أختم قولي بقصيدة تحت عنوان :

     بقلم الشاعر الدكتور عبد السلام الهبطي الإدريسي

 

 

محاضرة تحت عنوان

 

إبراهيم خليل الله وابنه إسماعيل الذبيح

 

مقدمة

 

ما وقع لإسماعيل مع أبيه مؤثر جدا ،يتجلى ذلك في قول إسماعيل لأبيه إبراهيم (يــــاأبت أشدد رباطي حتى لا أضطرب ،وأبعد عني ثوبك حتى لا يتلطخ من دمي ،وحتى لا تشاهده أمي وتبكي من حرارة حزنها علي وأسرع السكين على حلقي ليكون الموت أهون علي ،واقرأ السلام مني على أمي ،فبكى إبراهيم الخليل من هول الموقف وضمه إلى صدره ،وأخذ يقبله بحرارة والدموع تتساقط على خديه ،وهنا نطق إبراهيم الخليل نعم الصابر أنت يابني على أمر الله ،ثم أخذ السكين ووضعه على حلق ولده إسماعيل ،لكنه انقلب في يده ولم يفعل شيئا ،وهنا نودي ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا ،هذا فداء ابنك ،فنظر إبراهيم فإذا بجبريل حاظر ومعه كبش من الجنة ،قال الحق سبحانه (وفدينــاـــه بذبح عظيم )الصـــــــافات أي حررناه من الذبح بكبش من الجنة مقر الخير والخلود

 

الموضوع

 

يقول الشيخ ابن كثير رحمه الله ،أن الله ذكر عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من قومه سأل ربه أن يهب له ولدا صالحا ،فبشره الخالق سبحانه بغلام حليم ،وهو إسماعيل عليه السلام ،وذلك باعتباره أول مولود له ،وأبوه على رأس ست وثمانين سنة من عمره ،وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل الملل ،وجاء النص القرآني بقوله ( فلما بلغ معه السعي ) أي لما شب وصار يسعى في مصالحه ،رأى إبراهيم عليه السلام في المنام ،أن الله يأمره بذبح ولده إسماعيل ،وفي الحديث عن ابن عباس ( رؤيا الأنبياء وحي ) قال هذا الكلام عبيد بن عمير ،ويعتبر هـــــــذا الأمر اختبارا من الله سبحانه لخليله بذبح هذ ا الولد العزيز ،وهو كبير طاعن في السن ،بعد ما أمره أن يسكن بواد غير ذي زرع هو وزوجه هاجر وولده إسماعيل وليس به حســـيس ولا أنيس ولا أكل ولا ماء ،فامتثل أمر الله في ذلك وتركهما هناك وهو متوكل على الله ،فجعل الله لهما فرجا ومخرجا ،وبعد هذا جاء الأمر الإلهي لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل وهو بكــــره و وحيده ،الذي ليس له غيره ،فأجاب ربه وامتثل أمر خالقه بطاعة كاملة ونية صــــــــادقة ،فأخبر ولده بذبحه في قوله تعالى ( يـــاــبني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ما ذا ترى ) فخشع الغلام الحليم لقول أبيه قائلا ( يـــاـأبت افعل ما تومر ستجدني إن شاء الله من الصـاـــرين ) أي من عباد الله الصابرين المخلصين ( فلما أسلما وتله للجبين ) واستسلما لأمر الله ( و تله للجبين ) أي ألقاه على وجهه حتى لا يتأثر بالنظر إلى وجه ابنه ويتراجع عن ذبحه وتتميم رسالته ، قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم ، وقال السدي وغيره من أهل العلم أمر الخليل السكين على حلقه ،فلم تقطع شيئا ،فعند ذلك نودي من الله عز وجل ( أن ياإبراهيم قد صدقت الرءيا ) أي حصل المقصود من اختبارك وطاعتك إلى أمر ربك بتقديم ولدك للذبح ،كما قدمت أنت نفسك للنيران ،وجاء ابن كثير رحمه الله ليقول لنا إن الذبيح هو إسماعيل وليس إسحاق ،وهذا هو القول الراجح في المسألة ،وفي القرآن الكريم إن الله جل علاه أمر خليله أن يذبح ولده إسماعيل بقوله (يــابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ) الصافات ص107هنا نجد أن الخالق سبحانه عبر بالفعل المضارع ،مع العلم أن الرؤيا قد انتهت ،فلم يقل إني رأيت ،وتأويل ذلك أن أهل العلم قالوا كان إبراهيم يشاهد الرؤيا وقت كلامه مع ابنه فهو يستحضر ذلك وهو يخاطبه ،ويستفاد من كلمة (يابني )الرحمة بالأبناء ومن لفظة (يا أبت )الإحسان إلى الآباء وفي قول الحق سبحانه (ستجدني إن شاء الله من الصـــــــاــــبرين )أي أن كل شيء هو بمشيئة الله ،بحيث لا يقع إ لا ما أراده الله ،فما شاء كان ،ومن لم يشأ لم يكن والحمد لله رب العالمين

 

المصـــــــــادر

 

مع الأنبياء في القرآن ــــ للدكتور عبد الفتاح طبارة ص105

 

ـ قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار ص103

 

 

بقلم الشاعر الدكتور عبد ا لسلام الهبطي الإدريسي

 

 

 

محاضرة

تحـــــــــــت عنــــــــــوان

حفصة أمينة الوحي وزوجة النبي في الجنة

 

المدخــــــــل

 

 

السيدة حفصة امرأة حملت وسام قيادة القرآن الكريم وأمينة وحي رب العالمين ،وبذلك دخلت عالم الخوف والزهد لتكون في مستوى قياد ةهذا الكتاب العظيم ،وصيانة هذه الوثيقة الرفيعة لدى الخالق الحكيم ،وهكذا دخلت هذه الأمينة الزاهدة عالم الخوف ليعينها على قيادة هذه الأمانة وصيانة كتاب الله العظيم ،وهو نور قد جاءنا من خالقنا الرحيم وربنا الكريم ،ليكون وجودنا مبنيا على الحق والعدل ،لأنه لا مفهوم للحياة بدون رائد ،وللعيش بدون مرشد ،وقرآننا هو القائد المباشر الذي يمس قلوبنا ليملأها بالهداية والصدق وقد أنزل الله علينا هذا الوحي الخالد ليهمس في أذهاننا أننا على حق وانتصار ما دمنا خاضعين لأوامر الله جل وعلا ،وانطلاقا من هذه البشائر رشحت هذه المجاهدة نفسها لتكون خادمة لخير كتاب أنزل على الأرض ،ووهبت نفسها لصيانة كتاب الله سبحانه و تعالى

 

موضوع الدرس

 

 

 

لقد وهب الله للسيدة حفصة فصاحة وبلاغة وعلما وشجاعة ،وبهذه القوة العلمية أرى أنها تدخل تحت قوله جل وعلا ( ذلك فضل الله يوتيه من يشاء ) سورة المائدة الآية 54 كما كانت هذه المجاهدة صوامة قوامة و عابدة ،ومع هذا النور الرباني استحقت التبشير من الأمين جبريل عليه السلام بأنها ستكون زوجة النبي صلى الله عليه في الجنة ،وقبل أن تدخل بيت الرسول الكريم كانت زوجة للصحابي الجليل خنيس بن حذافة القرشي الذي فارق الحياة بجراحة بليغة أصابته في أحد وترك من ورائه تلك الجوهرة التقية التي نالت بسلوكها الغالي كل محاسن الأخلاق ،وجمعت كافة ألوان الخير والفضل ،ودخل تحت عطفها ورحمتها كل فقير ومسكين ويتيم ،هذه هي السيدة حفصة التي دخلت عالم النور والتقوى ،وولجت كل طريق يؤدي إلى سبيل الخير والإحسان ،وهذه هي الصائمة المعتكفة التي تقرب إليها الناس بزهدها وصلاتها وتسبيحها ،وهذه هي المؤمنة الخاشعة التي انجذب إلى ساحة فضلها كل أهل الفضل والرحمة

 

 

حفصة في بيت النبوة

 

 

عاشت السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ،الذي فرح بها وبأخلاقها ،وقد اعتبر وجودها في بيته كنور وضيف كريم يجد فيه راحته وسعادته ،وكانت هذه المؤمنة ذكية عاقلة متزنة الشخصية ،تعلمت هذه الصالحة القراءة والكتابة علي يد صحابية جليلة هي السيدة الشفاء بنت عبد الله ،وكان من فضل رسول الله على حفصة أنه فتح لها طريق العلم وشجعها على المعرفة والتعلم ،وبذلك وجدت الطريق ممهدا لقراءة كتاب الله سبحانه وحفظ آياته ،وقد نالت السيدة حفصة شرفا رفيعا من طرف المحيطين بها ،وهو نفس الشرف الذي تمتعت به السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق ،وقد تبوأت السيدة حفصة منزلة رفيعة من بين أمهات المومنين رضي الله عنهن ،علما أنها دخلت بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهي ثالث الزوجات في بيوته ،فقد جاءت بعد السيدة سودة بنت زمعة ،وعائشة بنت أبي بكر الصديق ،وقد رحبت سودة بحفصة ورأت منها كل خير وفضل ،غير أن عائشة لم تجد طريقا يرضيها مع السيدة حفصة ،وبمجرد زوال الغيرة الطبيعية بين السيدة عائشة والسيدة حفصة تفجر الحب الصادق بين السيدتين الكريمتين حفصة وعائشة ، وقد تطورت علاقة المودة والأخوة الصادقة بينهما إلى ما بعد وفاة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ،وقد امتدت هذه الأخوة الطيبة بين حفصة وعائشة إلى سنوات ،ولم تنحصر هذه المودة بينهما فقط ،بل عمت سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم ،وهكذا تكون السيدة حفصة الزاهدة قد عاشت في كنف النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وهي تتمتع بأخلاقه وآدابه وفضائله ،ومن فضل الله عليها أن الأمين جبريل شهد لها بفضلها وتقواها ،وذلك حينما طلب من النبي الكريم أن يراجعها بعد أن طلقها تطليقة وقال له ( إنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة )

 

 

الزواج الطيب والبيت المبارك

 

 

 

ولما تزوج النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حفصة بارك الله هذا اللقاء الطاهر ،ومسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة ،و كان هذا اللقاء الكريم سنة ثلاث من الهجرة على صداق 400 درهم وسنها يومئذ عشرون عاما ،وبهذا الزواج ينال عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرف مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم ،وبهذا يكون النبي الكريم قد قارب المنزلة التي كانت لأبي بكر الصديق مع الرسول صلى الله عليه وسلم عند زواجه بابنته السيدة عائشة رضي الله عنها ،وبنور قلب حفصة علمت أن الدنيا راحلة ،ومن هنا دخلت إلى محراب تلاوة المصحف وتدبره والتأمل فيه ،وأضافت جانبا آخر طاهرا إلى محاسنها وهو صيانة الوثيقة الغالية ( المصحف الكريم ) وبهذا تكون حفصة رحلت بقلبها من الدنيا إلى عالم الآخرة واتجهت إلى العبادة والصلاة والتقرب إلى خالقها العظيم وبموتها تبعها إلى البقيع أمهات المؤمنين ،وسائر قلوب الرحمة وأفئدة الخير والبركات ،فشآبيب النور تضيء ضريحك إلى يوم لقاء ربك .آمين.

 

 

حفصة حارسة القرآن

 

 

رحلت وعند الله صرت كريمـــــــــــة     يقدرك القرآن في السر والجــــــهر

أمينة للقرآن جئـــــــــــــــت شريفــة       بنور كتاب الله بالأجر في الحـــــشر

دنت لك أقــــوال وأنت صـــــــــغيرة        وحفصة في التفسير فهم بلا حصـر

بفضلك كان القرآن تحت حراســـــــة         وأجرك في الأخرى نعيم مع الشـكر

خدمت كتاب الله والدمـــع ســــــــائل        فجاءك توفيق من الله بالجـــــــــهر

 محمد نجم الله جـــــــــــــــاء مبشرا         وحفصة بالنجم المضيء بلا حصــر

 

 

المصــــــــــادر

 

 

1 ـ نساء النبـــــــــــــي للدكــــــــتورة عائشة بنت الشاطئ ص118                     

2ـ رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآنا للدكتور عبد الرحمان عميرة 152

                                                                                                                                                

بقلم الدكتور عبد السلام الهبطي الادريسي

 

محاضرة تحت عنوان

إبراهيم خليل الله وابنه إسماعيل الذبيح

مقدمة

ما وقع لإسماعيل مع أبيه مؤثر جدا ،يتجلى ذلك في قول إسماعيل لأبيه إبراهيم (يــــاأبت أشدد رباطي حتى لا أضطرب ،وأبعد عني ثوبك حتى لا يتلطخ من دمي ،وحتى لا تشاهده أمي وتبكي من حرارة حزنها علي وأسرع السكين على حلقي ليكون الموت أهون علي ،واقرأ السلام مني على أمي ،فبكى إبراهيم الخليل من هول الموقف وضمه إلى صدره ،وأخذ يقبله بحرارة والدموع تتساقط على خديه ،وهنا نطق إبراهيم الخليل نعم الصابر أنت يابني على أمر الله ،ثم أخذ السكين ووضعه على حلق ولده إسماعيل ،لكنه انقلب في يده ولم يفعل شيئا ،وهنا نودي ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا ،هذا فداء ابنك ،فنظر إبراهيم فإذا بجبريل حاظر ومعه كبش من الجنة ،قال الحق سبحانه (وفدينــاـــه بذبح عظيم )الصـــــــافات أي حررناه من الذبح بكبش من الجنة مقر الخير والخلود

الموضوع

يقول الشيخ ابن كثير رحمه الله ،أن الله ذكر عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من قومه سأل ربه أن يهب له ولدا صالحا ،فبشره الخالق سبحانه بغلام حليم ،وهو إسماعيل عليه السلام ،وذلك باعتباره أول مولود له ،وأبوه على رأس ست وثمانين سنة من عمره ،وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل الملل ،وجاء النص القرآني بقوله ( فلما بلغ معه السعي ) أي لما شب وصار يسعى في مصالحه ،رأى إبراهيم عليه السلام في المنام ،أن الله يأمره بذبح ولده إسماعيل ،وفي الحديث عن ابن عباس ( رؤيا الأنبياء وحي ) قال هذا الكلام عبيد بن عمير ،ويعتبر هـــــــذا الأمر اختبارا من الله سبحانه لخليله بذبح هذ ا الولد العزيز ،وهو كبير طاعن في السن ،بعد ما أمره أن يسكن بواد غير ذي زرع هو وزوجه هاجر وولده إسماعيل وليس به حســـيس ولا أنيس ولا أكل ولا ماء ،فامتثل أمر الله في ذلك وتركهما هناك وهو متوكل على الله ،فجعل الله لهما فرجا ومخرجا ،وبعد هذا جاء الأمر الإلهي لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل وهو بكــــره و وحيده ،الذي ليس له غيره ،فأجاب ربه وامتثل أمر خالقه بطاعة كاملة ونية صــــــــادقة ،فأخبر ولده بذبحه في قوله تعالى ( يـــاــبني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ما ذا ترى ) فخشع الغلام الحليم لقول أبيه قائلا ( يـــاـأبت افعل ما تومر ستجدني إن شاء الله من الصـاـــرين ) أي من عباد الله الصابرين المخلصين ( فلما أسلما وتله للجبين ) واستسلما لأمر الله ( و تله للجبين ) أي ألقاه على وجهه حتى لا يتأثر بالنظر إلى وجه ابنه ويتراجع عن ذبحه وتتميم رسالته ، قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم ، وقال السدي وغيره من أهل العلم أمر الخليل السكين على حلقه ،فلم تقطع شيئا ،فعند ذلك نودي من الله عز وجل ( أن ياإبراهيم قد صدقت الرءيا ) أي حصل المقصود من اختبارك وطاعتك إلى أمر ربك بتقديم ولدك للذبح ،كما قدمت أنت نفسك للنيران ،وجاء ابن كثير رحمه الله ليقول لنا إن الذبيح هو إسماعيل وليس إسحاق ،وهذا هو القول الراجح في المسألة ،وفي القرآن الكريم إن الله جل علاه أمر خليله أن يذبح ولده إسماعيل بقوله (يــابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ) الصافات ص107هنا نجد أن الخالق سبحانه عبر بالفعل المضارع ،مع العلم أن الرؤيا قد انتهت ،فلم يقل إني رأيت ،وتأويل ذلك أن أهل العلم قالوا كان إبراهيم يشاهد الرؤيا وقت كلامه مع ابنه فهو يستحضر ذلك وهو يخاطبه ،ويستفاد من كلمة (يابني )الرحمة بالأبناء ومن لفظة (يا أبت )الإحسان إلى الآباء وفي قول الحق سبحانه (ستجدني إن شاء الله من الصـــــــاــــبرين )أي أن كل شيء هو بمشيئة الله ،بحيث لا يقع إ لا ما أراده الله ،فما شاء كان ،ومن لم يشأ لم يكن والحمد لله رب العالمين

المصـــــــــادر

مع الأنبياء في القرآن ــــ للدكتور عبد الفتاح طبارة ص105

ـ قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار ص103

منير السلام عليك وعلى أولادك ،وبعد ضع هذا الدرس في خانة الأعلام وشكرا

بقلم الشاعر الدكتور عبد ا لسلام الهبطي الإدريسي

- See more at: http://www.dr-habti.com/index.php/component/content/article/2-2014-02-17-19-44-35/180-2015-09-20-20-07-26#sthash.PInEfdKy.dpuf

محاضرة تحت عنوان

إبراهيم خليل الله وابنه إسماعيل الذبيح

مقدمة

ما وقع لإسماعيل مع أبيه مؤثر جدا ،يتجلى ذلك في قول إسماعيل لأبيه إبراهيم (يــــاأبت أشدد رباطي حتى لا أضطرب ،وأبعد عني ثوبك حتى لا يتلطخ من دمي ،وحتى لا تشاهده أمي وتبكي من حرارة حزنها علي وأسرع السكين على حلقي ليكون الموت أهون علي ،واقرأ السلام مني على أمي ،فبكى إبراهيم الخليل من هول الموقف وضمه إلى صدره ،وأخذ يقبله بحرارة والدموع تتساقط على خديه ،وهنا نطق إبراهيم الخليل نعم الصابر أنت يابني على أمر الله ،ثم أخذ السكين ووضعه على حلق ولده إسماعيل ،لكنه انقلب في يده ولم يفعل شيئا ،وهنا نودي ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا ،هذا فداء ابنك ،فنظر إبراهيم فإذا بجبريل حاظر ومعه كبش من الجنة ،قال الحق سبحانه (وفدينــاـــه بذبح عظيم )الصـــــــافات أي حررناه من الذبح بكبش من الجنة مقر الخير والخلود

الموضوع

يقول الشيخ ابن كثير رحمه الله ،أن الله ذكر عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من قومه سأل ربه أن يهب له ولدا صالحا ،فبشره الخالق سبحانه بغلام حليم ،وهو إسماعيل عليه السلام ،وذلك باعتباره أول مولود له ،وأبوه على رأس ست وثمانين سنة من عمره ،وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل الملل ،وجاء النص القرآني بقوله ( فلما بلغ معه السعي ) أي لما شب وصار يسعى في مصالحه ،رأى إبراهيم عليه السلام في المنام ،أن الله يأمره بذبح ولده إسماعيل ،وفي الحديث عن ابن عباس ( رؤيا الأنبياء وحي ) قال هذا الكلام عبيد بن عمير ،ويعتبر هـــــــذا الأمر اختبارا من الله سبحانه لخليله بذبح هذ ا الولد العزيز ،وهو كبير طاعن في السن ،بعد ما أمره أن يسكن بواد غير ذي زرع هو وزوجه هاجر وولده إسماعيل وليس به حســـيس ولا أنيس ولا أكل ولا ماء ،فامتثل أمر الله في ذلك وتركهما هناك وهو متوكل على الله ،فجعل الله لهما فرجا ومخرجا ،وبعد هذا جاء الأمر الإلهي لإبراهيم بذبح ولده إسماعيل وهو بكــــره و وحيده ،الذي ليس له غيره ،فأجاب ربه وامتثل أمر خالقه بطاعة كاملة ونية صــــــــادقة ،فأخبر ولده بذبحه في قوله تعالى ( يـــاــبني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ما ذا ترى ) فخشع الغلام الحليم لقول أبيه قائلا ( يـــاـأبت افعل ما تومر ستجدني إن شاء الله من الصـاـــرين ) أي من عباد الله الصابرين المخلصين ( فلما أسلما وتله للجبين ) واستسلما لأمر الله ( و تله للجبين ) أي ألقاه على وجهه حتى لا يتأثر بالنظر إلى وجه ابنه ويتراجع عن ذبحه وتتميم رسالته ، قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم ، وقال السدي وغيره من أهل العلم أمر الخليل السكين على حلقه ،فلم تقطع شيئا ،فعند ذلك نودي من الله عز وجل ( أن ياإبراهيم قد صدقت الرءيا ) أي حصل المقصود من اختبارك وطاعتك إلى أمر ربك بتقديم ولدك للذبح ،كما قدمت أنت نفسك للنيران ،وجاء ابن كثير رحمه الله ليقول لنا إن الذبيح هو إسماعيل وليس إسحاق ،وهذا هو القول الراجح في المسألة ،وفي القرآن الكريم إن الله جل علاه أمر خليله أن يذبح ولده إسماعيل بقوله (يــابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ) الصافات ص107هنا نجد أن الخالق سبحانه عبر بالفعل المضارع ،مع العلم أن الرؤيا قد انتهت ،فلم يقل إني رأيت ،وتأويل ذلك أن أهل العلم قالوا كان إبراهيم يشاهد الرؤيا وقت كلامه مع ابنه فهو يستحضر ذلك وهو يخاطبه ،ويستفاد من كلمة (يابني )الرحمة بالأبناء ومن لفظة (يا أبت )الإحسان إلى الآباء وفي قول الحق سبحانه (ستجدني إن شاء الله من الصـــــــاــــبرين )أي أن كل شيء هو بمشيئة الله ،بحيث لا يقع إ لا ما أراده الله ،فما شاء كان ،ومن لم يشأ لم يكن والحمد لله رب العالمين

المصـــــــــادر

مع الأنبياء في القرآن ــــ للدكتور عبد الفتاح طبارة ص105

ـ قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار ص103

منير السلام عليك وعلى أولادك ،وبعد ضع هذا الدرس في خانة الأعلام وشكرا

بقلم الشاعر الدكتور عبد ا لسلام الهبطي الإدريسي

- See more at: http://www.dr-habti.com/index.php/component/content/article/2-2014-02-17-19-44-35/180-2015-09-20-20-07-26#sthash.PInEfdKy.dpuf

 

 

 

أبو حنيفة عالم كبير و فقيه منطقي

كان  أبو حنيفة عالما اكبيرا  وفقيها منطقيا متضلعا، اشتهر بعلم الكلام في أول حياته، وبعده  انتقل إلى علم الفقه،والسبب في ذلك أن امرأة سألته عن مسألة فقهية في موضوع الطلاق لكنه لم يوفق في الإجابة ،فتنازل عن علم الكلام وتابع دراسته في العلوم  الفقهية ،وكان على اطلاع واسع بهذا العلم ،فقال عن نفسه في هذا الشأن : "كنت أنظر في علم الكلام حتى بلغت مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع"ولما فارق علمه الأول قصد علماء الفقه للأخذ عنهم وكان شيخه الكبير في هذا الشأن هو العلامة  حماد بن أبي سليمان الذي كان مطلعا على فقه أهل الرأي من علماء العراق كعلي بن أبي طالب ،وعبد الله بن مسعود ،وعلقمة ومسروق ،وإبراهيم النخعي وغيرهم، وقد لازم أبو حنيفة   شيخه المذكور في علم الفقه ثمانية عشر عاما متصلة،ومع هذه المدة الطويلة أصبح رائدا في هذا الشأن وقد كان شغوفا بالتحصيل ،حتى أصبح شيخه يحس بالضيق من كثرة مناقشته ،فقال له ذات يوم "يا أبا حنيفة قد انفتح جنبي وضاق صدري " وفي رواية " لقد استخرجت كل ماكان عندي "وبعد موت الشيخ حماد لأبي حنيفة سنة 120هـ جاء بعده ولده سليمان بن حماد لكنه لم يكن كأبيه في المسيرة العلمية حيث لم يستطع الصمود أمام هذا التبليغ العلمي للراغبين فيه،وهنا ظهرأبو حنيفة كخليفة عن شيخه حماد بمهارة في  قيادة هذه السفينة العلمية التي قادها  ما يقرب من ثلاثين سنة ،وبعد ما ترك علماء أكفاء في هذا المجال ،فارق الحياة سنة 150 هـ وخلف تراثا غزيرا يشهد بتفوقه على علماء عصره ،وجاء موته معاصرا للدولة الأموية والعباسية  ونظرا للفتن والحروب التي ظهرت في دولة بني أمية نجد علم الكلام يتجدد في هذه الحقبة لدى أبي حنيفة وذلك بسبب الجدال والمناقشة ومناظرة  الخصوم من المسلمين ،فجاء فقهه يتحلى بعلم المنطق والقياس والعلوم العقلية والفلسفية علما أن أبا حنيفة كان فارسيا من الجنس   الآري الذي عرف بالتعمق في العلوم والبحث في أصولها ،وهذا ما جعله يتميز بقدرته على التفتيش في جذور العلوم ،هذا بالإضافة إلى أنه كان متشددا في علوم السنة   ،ومتقدما على غيره من أئمة الاجتهاد في هذا الشأن ،ومن جانب آخر أنه كان يرى عدم مخالفة  الحديث للقرآن ،بحيث  كان لا يقبل منه إلا ما كان ثابتا بالأدلة والحجج ،وهذا المنهاج الذي كان يتعامل به مع الحديث يعطينا فكرة واضحة على أن الإمام أبا حنيفة كان يتمتع بجدية وبعد نظر في علم السنة والحديث وانتهت حياة هذا  الإمام العظيم بمحنة تجلت في أن الخليفة المنصور أعطاه منصبا للقضاء ،غير أنه رفض قبوله ،فأمر بضربه في السجن حتى مات ،وسبب هذه المحنة أن أبا حنيفة  كان يحب محمد النفس الزكية ويحب أخاه وقد أخذ حقهما من غير سبب ،واعتبر المنصور أن رفضه لهذا المنصب الذي أسنده إليه هو بمثابة رفض التعاون معه .

- See more at: http://www.dr-habti.com/index.php/2014-06-21-15-23-16/2-2014-02-17-19-44-35/136-2014-06-15-17-36-05#sthash.GnKz5SZJ.dpuf

أبو حنيفة عالم كبير و فقيه منطقي

كان  أبو حنيفة عالما اكبيرا  وفقيها منطقيا متضلعا، اشتهر بعلم الكلام في أول حياته، وبعده  انتقل إلى علم الفقه،والسبب في ذلك أن امرأة سألته عن مسألة فقهية في موضوع الطلاق لكنه لم يوفق في الإجابة ،فتنازل عن علم الكلام وتابع دراسته في العلوم  الفقهية ،وكان على اطلاع واسع بهذا العلم ،فقال عن نفسه في هذا الشأن : "كنت أنظر في علم الكلام حتى بلغت مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع"ولما فارق علمه الأول قصد علماء الفقه للأخذ عنهم وكان شيخه الكبير في هذا الشأن هو العلامة  حماد بن أبي سليمان الذي كان مطلعا على فقه أهل الرأي من علماء العراق كعلي بن أبي طالب ،وعبد الله بن مسعود ،وعلقمة ومسروق ،وإبراهيم النخعي وغيرهم، وقد لازم أبو حنيفة   شيخه المذكور في علم الفقه ثمانية عشر عاما متصلة،ومع هذه المدة الطويلة أصبح رائدا في هذا الشأن وقد كان شغوفا بالتحصيل ،حتى أصبح شيخه يحس بالضيق من كثرة مناقشته ،فقال له ذات يوم "يا أبا حنيفة قد انفتح جنبي وضاق صدري " وفي رواية " لقد استخرجت كل ماكان عندي "وبعد موت الشيخ حماد لأبي حنيفة سنة 120هـ جاء بعده ولده سليمان بن حماد لكنه لم يكن كأبيه في المسيرة العلمية حيث لم يستطع الصمود أمام هذا التبليغ العلمي للراغبين فيه،وهنا ظهرأبو حنيفة كخليفة عن شيخه حماد بمهارة في  قيادة هذه السفينة العلمية التي قادها  ما يقرب من ثلاثين سنة ،وبعد ما ترك علماء أكفاء في هذا المجال ،فارق الحياة سنة 150 هـ وخلف تراثا غزيرا يشهد بتفوقه على علماء عصره ،وجاء موته معاصرا للدولة الأموية والعباسية  ونظرا للفتن والحروب التي ظهرت في دولة بني أمية نجد علم الكلام يتجدد في هذه الحقبة لدى أبي حنيفة وذلك بسبب الجدال والمناقشة ومناظرة  الخصوم من المسلمين ،فجاء فقهه يتحلى بعلم المنطق والقياس والعلوم العقلية والفلسفية علما أن أبا حنيفة كان فارسيا من الجنس   الآري الذي عرف بالتعمق في العلوم والبحث في أصولها ،وهذا ما جعله يتميز بقدرته على التفتيش في جذور العلوم ،هذا بالإضافة إلى أنه كان متشددا في علوم السنة   ،ومتقدما على غيره من أئمة الاجتهاد في هذا الشأن ،ومن جانب آخر أنه كان يرى عدم مخالفة  الحديث للقرآن ،بحيث  كان لا يقبل منه إلا ما كان ثابتا بالأدلة والحجج ،وهذا المنهاج الذي كان يتعامل به مع الحديث يعطينا فكرة واضحة على أن الإمام أبا حنيفة كان يتمتع بجدية وبعد نظر في علم السنة والحديث وانتهت حياة هذا  الإمام العظيم بمحنة تجلت في أن الخليفة المنصور أعطاه منصبا للقضاء ،غير أنه رفض قبوله ،فأمر بضربه في السجن حتى مات ،وسبب هذه المحنة أن أبا حنيفة  كان يحب محمد النفس الزكية ويحب أخاه وقد أخذ حقهما من غير سبب ،واعتبر المنصور أن رفضه لهذا المنصب الذي أسنده إليه هو بمثابة رفض التعاون معه .

- See more at: http://www.dr-habti.com/index.php/2014-06-21-15-23-16/2-2014-02-17-19-44-35/136-2014-06-15-17-36-05#sthash.GnKz5SZJ.dpuf