الاعجاز العلمي

محاضرة تــــــــــحت عنوان

التفسير الاعجازي : موت ورحلـــــــــــة إلى دار البقاء

 

 

 

 

قالت الشريفة السيد ة صفية من بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

صبت على مصـائب لو أنها   صبت على الأيام عدن لياليا

من جملة هذه المصائب الموت الذي يصيب هذا المخلوق في حياته

 

 

 

(مـــــــــــــــــــــــــا هـــــــــــــو الموت)

 

 

 

 

ليس الموت الذي نعرفه هو زوال الإنسان من الوجود ولكن الموت هو انفصال النفس عن الجسم أي انفصال الهيكل الأثيري عن الهيكل المادي وبعبارة أخرى أقول إن الموت ولادة ثانية للإنسان أي هو ولادة النفس من الجسم فالنفس مولود والجسم والد فإذا ولدت النفس من الجسم فالجسم يفنى بعد ذلك ويكون ترابا أما النفس فهي باقية لا تفنى ولا تزول وهي الإنسان الحقيقي وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ليس للإنسان زوال بل نقل وانتقل من دار إلى دار ) فالإنسان إذن لا يموت ،وإنما الموت للأجسام المادية فقط وفي هذا الشأن يقول الخالق ( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون ) فالإنسان إذا لا يموت وإنما الموت للإقسام فقط وجاء في إنجيل متى في الإصحاح العاشر قال المسيح لتلاميذه ( ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها)ولكي يتضح المعنى أكثر نجد معنا قوله تعالى في سؤرة الملك ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ) فما معنى قوله تعالى ( خلق الموت ) فهل الموت شيء مادي فخلقه الله تعالى أم هو عارض جواب الموت هنا يريد به الجماد كفوله تعالى في سورة البقرة (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم الخ و معناه فجعلكم أحياء تسمعون وتبصرون وذلك لأن الإنسان كان جمادا في أول أمره فقد خلق الله تعالى أبانا من الطين ،أما أولاده فمن مركبات وعناصر أرضية كالصوديوم والبوتاسيوم والكلس والكبريت والكربون والفسفور وغير ذلك فامتصاص الأشجار والنباتات من الأرض فاصبح فاكهة في الأشجار أوحبا في السنبلة فلما أكلها الإنسان صارت في صلبه ماء ثم انتقل ذلك الماء إلى رحم المرأة فصار في رحمها طفلا ،فهذا معنى قوله تعالى (كنتم أمواتا فأحياكم )أي كنتم جمادا فجعلكم أحياء وقال تعالى في سورة الأنعام (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس الخ وقال تعالى في سورة النحل ( و الذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أبان يبعثون فقوله جل علاه أموات غير أحياء يعني الأصنام التي يعبدونها هي جماد لا حياة فيها فقوله تعالى ( الذي خلق الموت والحياة ) يعني خلق الجماد والحباة ولذلك قدم كلمة ( موت ) على ( الحياة ) لأنه تعالى خلق الجماد قبل الحياة أما خلقةالحياة فهو مفهوم لأن منشأ الحياة من حجيرات حية نامية وإن الله تعالى خلق تلك الحجيرات وخلق كل شيء .

 

 

 

ما هو سبب الموت

 

 

 

يكون سبب الموت على قسمين 1 عوارض الطبيعة وذلك مثل الغرق والحرق والقتل وسقوط جدار على الإنسان وغير ذلك ،فيموت الإنسان حينئذ أي تنفصل النفس عن النفس فيصبح الجسم عاجزا عن حفض النفس وذلك لما أصابه من خلل وفي هذه العوارض لا يحضر ملك الموت لقبض النفوس . القسم الثاني وهم الذين يمرضون ثم يموتون أو يموتون بلا مرض ،فهؤلاء يحضر عندهم ملك الموت فيخرج نفوسهم من أجسادهم فمثل ملك الموت كمثل القابلة التي تخرج الطفل من بطن أمه كذلك ملك الموت يخرج النفوس من الأجسام ،فإذا جاء ملك الموت إلى المستحضر أخذ يؤكسد السائل الحيوي الذي في جسم الإنسان فتنفصل النفس حينئذ عن الجسد ولا يبقى لها اتصال ،وذلك لأن السائل الحيوي هو السبب في اتصال النفوس بالأجسام قال الخالق جل شأنه في سورة الأنعام ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيدهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ) فقوله سبحانه ( و لو ترى )معناه ولو ترى يامحمد حال الظالمين حين ينزل بهم الموت وهناك الملائكة باسطو أيديهم إلى المستحضرين يؤكسدون السائل الحيوي الذي في اجسامهم يقولون إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) أي لا يقصرون في حقه فإن كان محسنا عاملوه بالإحسان وإن كان مسيئا عاملوه بالترك والنسيان فإذا تركوه وانصرفوا عنه حينئذ تأتي إليه الشياطين والجن والنفوس الشريرة فيؤذونه ويسجنونه ويسخرون منه فيريد أن يتخلص منهم فلا يتمكن فقوله تعالى ( وهم لا يفرطون ) يعني لا يقصرون في حقه كقوله تعالى في سورة يوسف ( ومن قبل ما فرطتم في يوسف ) وقال تعالى في سورة الواقعة ( فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين ) فقوله تعالى ( إذا بلغت الحلقوم ) يعني إذا بلغت النفس إلى الحنجرة وأنتم أيها الحاضرون ( حينئذ تنظرون ) إلى المستحضر كيف يعالج سكرات الموت ( ونحن أقرب إليه منكم ) يعني رسلنا أقرب إليه منكم وهم الملائكة الذين يقبضون نفسه ( و لكن لا تبصرون ) لكونهم أثيريين وأنتم ماديون وقال تعالى في سورة القيامة ( كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق ) فقوله جل شأنه ( كلا إ ذا بلغت التراقي يعني إذا بلغت النفس إلى الترقوة وهي عظام الرقبة ( وقيل من راق ) يعني حينئذ يقال هل من طبيب راق يداويه و يشافيه

 

 

 

ملــــــــــــــك مــــــــــــوت

 

 

إن ملائكة الموت هم  رقيب

 

 

 

رقيب عتيد فهما اللذان يكتبان حسنات الإنسان ويحصيان عليه سيئاته قال الله تعالى في سورة الأنعام ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) فقوله تعالى ( توفته رسلنا ) يعني الحفظة تتوفاه وهم الذين أرسلهم يعني الحفظة تتوفاه وهم الذين أرسلهم من قوله ( ويرسل عليكم حفظة ) وأما قوله لا يفرطن ) يعني لا يقصرون في حقه إن كان محسنا عاملوه بالإحسان وإن كان مسيئا عاملوه بالترك والنسيان وقال تعالى في سورة الأعراف (حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما ما كنتم تدعون من دن الله قالوا ضلوا عنا الخ فقوله تعالى ( جاءتهم رسلنا ) يعني الذين أرسلهم للإنسان يحفظون يعليه tيفظون عليه سيآته ويكتبون حسناته وهم رقيب عتيد وقال تعالى في سورة السجدة ( قل يتواكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون فقوله تعالى (وكل بكم )يعني وكل عليكم يكتب أعمالكم ويحفظ عليكم سيآتكم وقال في سورة الأنبياء ( لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة الذي كنتم توعدون ) فالملائكة التي تتلقاهم يوم القيامة هم الحفظة وهم رقيب عتيد وقال تعالى في سورة السجدة ( إن الذبن قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ) فقوله تعالى ( نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة )يعني الملائكة تقول لهم نحن كنا نتولى أموركم في الحياة الدنيا ونراقبكم وفي الآخرة ) أي في العالم الأثيري فكنا نتولى أموركم ونرشدكم إلى ما فيه صلاحكم ونحرسكم من الجن والشياطين واليوم أتينا نتلقاكم ( وهو يوم القيامة ) و نبشكم بدخول الجنة ونأخذكم إليها رقيب عتيد هم مع الإنسان في دار الدنيا يكتبون أعماله وهما اللذان يؤنسانه عند الموت ويتوليان أموره ( إن كان من الصالحين ) وهما اللذان يتلقيانه يوم القيامة ويبشرانه بدخول الجنة ثم بأخذانه إليها إن كان من الصالحين قا ل الحق سبحانه في سورة (ق) (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) ( فالسائق هو الذي يسوقها إلى الجنة أو إلى النار ( والشهيد ) هو الذي يشهد عليها بما عملت في دار الدنيا من خير أو شر فالسائق والشهيد هما رقيب عتيد وقال جل علاه أيضا في نفس السورة ( ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ) فالخطاب قوله ( ألقيا ) يعود إلى رقيب عتيد.

 

 

 

يتبــــــــــــــــع

 

 

( ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) ( آمين )

 

 

بقلم د الشاعر عبد السلام الهبطي الإدريسي

 

 

 

المراجع

 

 

 

1 - الإنسان بعد الموت للأستاذ علي حسن ص 5

2 - احوال الموتى للدكتور الجميلي ص 71

  

 

 

محاضــــــــــــــــــــــــــــــــــرة

تحـــــــــــــــــــــــــت عنوان

 

 

قوة الله تتجلى في إبداعه وتصرفه المطلق في خلقه

 

 

مقدمة

 

 

كنت كلما بحثت في أي كتاب إ لا وأجد نفسي معتزا به أو من كل ما يتعلق بالعلم أو بالمعرفة ،والدافع راجع إلى رحمة العلم بتكويني ،وفعلا جاء العلم واستقبلني انطلاقا من المعرفة التي رسخها الحق في قلبي وثبتها الحق جل علاه في خلا يا جسدي ،وكنت كلما تحركت جريا وراء العلم والمعرفة إلا وأجد القدر يدفعني نحو طلب المزيد من فروع المعرفة والتعلق بكل ما يوافق قلبي ويعطف عليه لأن العلم العاطف ليس هو المعطوف لأن العاطف يكون سخاؤه واضحا والمعطوف يكون فيه نوع من الركود أو بعبارة أخرى أن العاطف هو السخي والمعطوف يبقى منفردا في انتظار رحيم ،والداعي إلى هذا التأمل العجيب ما نراه في عظمة هذه السياحة الرهيبة المشحونة باختلاف هذه المخلوقات انطلاقا من الذرة إلى ما هو أقل منها بعدد رهيب جدا أي أن ما أطلق عليه العلماء البيكوجرام الذي يساوي 1 ،00000 ،000000، 0 وهذا البيكوجرام يساوي86000000000 معلومة ،وهذه تساوي 24 مجموعة من دائرة المعارف   وكل مجموعة تساوي 1000 صفحة ،وكل صفحة تساوي 500 كلمة ومن جانب آخر إذا علمنا أن حرف القاف من كلمة اقرأ يشير إلى مساحة لا تقدر من أرض هذا الخالق العظيم نعلم بأمر الله من جانب آخر أن العين من كلمة علق ترمز إلى ملايين الحيوانات المنوية التي تتجه بأمر الحق جل علاه نحو بويضة المرأة والفائز من هذا العدد العظيم يعتبر الرابح في دار التقدير والتسبيح عند الله جل علاه وبعد هذا تعود الحيوانات الأخرى تسبح لخالقها.

 

 

الدرس الإعجازي الرفيع من خلال ألفاظه وأسلوبه

 

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسقون عليه وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره ،فشكا أهل الأنصار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الجمل منعهم ظهره وقد عطش النخل والزرع فدخل الرسول صلى الله عليه وسلم البستان ومشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه فقالت الأنصاريارسول الله إنه ( الكلب الكليب ) أي الكلب المفترس وإنا نخاف عليك صولته فقال النبي الحبيب ( ليس علي بأس منه ) فلما رأى الجمل نحو النبي صلى الله عليه وسلم خر ساجدا بين يديه فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم وأنه مشتاق إليه فقال له أصحابه يارسول الله هذه بهيمة لا تعقل ( تسجد لك ونحن نعقل،فنحن أحق أن نسجد لك ) فقال لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر فلو أمرت أحدا أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها قال صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إ لى مفرق رأسه قرحةبالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه ) حديث صحيح أخرجه أحمد وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفر من المهاجرين والأنصارفجاء بعير فسجد له فقال أصحابه يارسول الله تسجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك فقال صلى الله عليه وسلم ( أعبدوا ربكم وأكرموا   أخاكم ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) وجاء في الحديث أن (عين) قتادة بن النعمان سقطت يوم أحد فردها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى مكانها فكانت المردودة أقوى من العين الصحيحة سبحان الله رواه الحاكم وغيره من عدة طرق وكان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين عتيبة ابن أبي لهب أذى فدعا عليه بأن يسلط الله عليه كلبا من كلابه فقتله أسد رواه أبو نعيم وغيره وفي غزوة حنين رمى الكفار بقبضة من تراب وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ( شاهت الوجوه ) فامتلأت أعين الأعداء ترابا عن حد آخرهم وهزموا جميعا ) رواه مسلم وغيره أنظر هذه المعلومات في (كتاب بهجة الناظرين فيما يصلح الدنيا والدين للمؤلف عبد الله جار الله( شهاد الضب للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله كان في حفل مع أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضباء وجعله في كمه ليذهب به ليشويه فيأكله فلما رأى الجماعة قال ما هذا قالوا هذا يزعم أنه نبي فاقترب من النبي وقال واللات والعزى ما رأيت أبغض إلي منك ولا أمقت ولولا أن يسميني قومي عجولا لعجلت بك بالقتل فقال عمر بن الطاب رضي الله عنه دعني أقتله يارسول الله قال ياعمر ( أما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا ) ثم أقبل على الأعرابي فقال الضب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرسول الكريم ( ياضب )فأجابه الضب بلسان عربي مبين لبيك وسعديك (يازين من وافى القيامة )قال (من تعبد ياضب ) فكان الجواب ( أعبد الذي عرشه في السماء ،وفي الأرض سلطانه وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته وفي النار عقابه قال (فمن أنا يضب ) قال رسول الله رب العالمين وخاتم النبيئين وقد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك قال الأعرابي ( و الله جئتك وما على الأرض أبغض إلي منك وإنك اليوم أحب إلي من والدي ومن عيني ومني وإني لأحبك بداخلي وخارجي وسري وعلانيتي وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال الرسول العظيم (الحمد لله الذي هداك بي وإن هذا الدين يعلو ولا يعلى عليه ولا يقبل إلا بصلاة ولا تقبل الصلاة إلا بالقرآن قال فعلمني فعلمه (قل هو الله أحد ) قال زدني فما سمعت في البسيط ولا في الرجز أحسن من هذا قال ياأعرابي إن هذا كلام الله ليس بشعر إنك قرأت ( قل هو الله أحد ) مرة كان لك كأجر من قرأ ثلث القرآن وإ.ن ،قرأت مرتين كان لك كأجر من قرأ ثلثي القرآن وإن قر أتها ثلاث مرات كان لك أجر من قرأ القرآن كله ) قال الأعرابي نعم الإله إ لها يقبل اليسير ويعطي الجزيل فقال له رسول الله صلى الله( ألك مال ) فقال ما في بني سليم قاطبة رجل هو أفقر مني فقال الرسول العظيم لأصحابه ( أعطوه ) فأعطوه فقال عبد الرحمان بن عوف فقال إن لي ناقة عشراء أهديت إ لي يوم تبوك وأريد أن أدفعها إلى هذا الأعرابي فقال الرسول الكريم إلى هذا الأعرابي إ ذا أعطيته ناقتك فإ ن الله يعطيك ناقة تمر بك على الصراط كالبرق الخاطف يغبطك بها كل من رآك يوم القيامة ) فخرج الأعرابي ولقيه ألف أعرابي من بني سليم على ألف دابة ومعهم ألف سيف وألف رمح فقال لهم أين تريدون ؟فقالوا نذهب إ لى هذا الذي سفه آلهتنا فنقتله قال لا تفعلوا (أنا أشهد أن لا إ له الله وأن محمدا رسول الله فحدثهم الحديث فقالوا بأجمعهم ( لا إ له إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم قالوا يارسول الله نحن جميعا تحت أمرك وطاعتك قال فقال لهم الرسول الأعظم كونوا تحت قيادة خالد بن الوليد ) .

 

  

المراجــــــــــــع

 

 

1- الإعجاز العلمي في الإسلام للدكتور محمد كامل عبد الصبور

2- علم الفضاء حساب سرعة الضوء في الفراغ ص 6

3- الدروس الحسنية   وزارة الأ وقاف والشؤون الإسلامية رمضان 1394هجري   أسس النهضة العلمية 69

4-   أخي الكريم الباحث في عمق الأسرار العلمية والفكرية والتأملية لا يمل من حب الاستطلاع ودفع عجلة التقدم إلى الأمام ولهذا فلا غرابة في الإتيان بالعمق الفكري الذي يحرك العقل للمزيد مما قال الخالق ( وقل رب زدني علما )

( ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ) ولا تؤاخذنا بما غاب عنا آمين

===========================================  

و جودالرسول الأعظم في الكون رحمة للعالمين

 

مقدمة

 

وفي الطور موسى نودي اخلع و أحمد على العرش لم يوذن بخلع نعاله جئتنا يا محمد وأنت نور

 

                                           

 

 

علما أنه لم يدع نبي واحد إلى عبادته من دون الله بل كلهم دعوا إلى عبادة الله وهذا ما جاء به الإسلام ( ما كان لبشر أن يوتيه الله الكتاب والحكم ولنبوءة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ،ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يامركم أن تتخذوا الملائكة والنبيئين أربابا أيامركم بالكفر بعد إذأنتم مسلمون ) سورة آل عمران الآية 79 ودعوة الأنبياء من أولهم إلى آخرهم هي دعوة إلى توحيد الله وإلى عبادته وإلى إنقاذ الإنسان من الهلاك والأنبياء لم يؤمروا لقتال الناس ،بل لأجل تعبيد الله لربهم ، ،وهنا تتفق الشرائع السماوية على وجوب توحيد الله وإفراده بالعبادة لأنه هو الرب المستحق للعبادة والركوع والسجود فنجد في التوراة ولإنجيل دعوة إلى توحيد الخالق وإفراده بالعبادة ،لماذا لأنه خالق هذا الكون ،ورحمةالله تتجلى في خلق هذا الوجود كما أشار إلى ذلك قوله جل علاه ( وما أرسلنــاكـ إلا رحمة للـعـاـلمين ) وهنا رسمت الألف وسطية للإشارة إلى أن قدرة الله فوق كل قدرة وأن سر عظمته لا يعلمه إلا الخالق بدليل انفراد الألف الذي ورد لتوحيد الخا لق جل جلاله ورحمة الخالق نزلت من السماء لزرع الرحمات في الأرض ولتحريك قلوب وجهها للخلق للإستفادة منها ومن عباده الذين تخرجوا من مدرسة الرحمان إمام الصبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان عمرالعظيم يخطب في الناس وفي إزاره اثنتا عشرة رقعة ولسان حاله يقول ( سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري وأصبر حتى يأذن الله في أمري وأصبر حتى يعلم الصبر أن صابر )  سبحان الله

 

 

الولوج في الدرس والصبر الأ عظم

 

 

 

بعد الجهاد والدفاع عن الرسالة استعد الرسول العظيم للرحيل من مكة إلى المدينة وهنا وقف وألقى نظرة وداع وأخذ يتلو قصة الصراع بين التوحيد والشرك بين الوضوح والغموض بين الصراحة والخداع بين الإنسان والصنم ،كان هذا الصراع رهيبا ،لكن الرسول المجاهد والمجاهد الكبير لم يتراجع بل صدع بأمر ربه ووقف الحبيب وقفة تأمل ووداع وانطلقت الدموع من عينيه والكلمات من فمه ( يا مكة والله لأنت أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إلي ،ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت ) قال هذا الكلام الفائض بالدموع ومضى ليعيش الصراع مرة ثانية حتى يتهاوى الصنم تحت أقدام الإنسان الزاحف نحو الفجر الجديد فاترك همومك للمعبود تمسحها   يد الرحيم إذا ماكنت في محن وانتصار الرسول الكريم كان عظيما بسبب صموده على العبادة في بطون المساجد وزوايا المعابد وهذا يذكرني بتقرب سيدنا داود عليه السلام إلى ربه ونظرا لشغف هذا النبي الكريم بخالقه وعبادته لمولاه أوحى الله إليه يا دوود اذكرني عند المنكسرة قلوبهم قال وما المنكسرة قلوبهم يا رب قال ( الذين يحنون إلى بيوتي كما تحن الطيور إلى أوكارها وهكذا نجد سائر الأنبياء يكتب لهم النصر بسبب حبهم لله والدفاع عن دين الحق و على رأسهم القائد الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وقد اتفق العلماء والمحققون على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين واتفقوا أيضا أ نه ولد في عام الفيل والراجح من دار الإفتاء أن نور محمد ظهر وبزغ يوم الإثنين 12 ربيع الأول ويعتبر هذا اليوم العظيم هو إطلالة للرحمة الإلهية على البشرية وهذا ما عبر عنه الرحمان جل وعلا قائلا ( وما أرسلنـــــــــاـــــــــــــك إلا رحمة للعـــــــــــاـــــلمين ) وهذه الرحمة لم تكن محدودة فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان ،بل تمتد على امتداد التاريخ وفي هذا الصدد قال الحق جل شأنه ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوعليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتــــــــــــــاــــــــب وإن كانوا من قبل لفي ضلـاــــل مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) و هذا الإمام مسلم روى في صحيحه عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال ( ذلك يوم ولدت فيه ) وروي عن جابر وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول وفيه بعث و فيه عرج به إلى السماء وفيه هاجر و فيه مات وأختم قولي بالأبيات التالية التي نظمتها بتواضعك :

 

                                 

 

 

                               

 

المراجــــــــــــــــــــع

 

 

 

1- مع الأنبياء في القرآن للعلامة عفيف عبد الفتاح ص 362

 

2- المولد النبوي الشريف ـ المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية جمهورية مصر العربية ص 110

 

3- محمد رسول الله منهج ورسالة للشيخ إبراهيم عرجون ص 55

 

4- حياة محمد للدكتور محمد حسين هيكل ص  512  

 

 

 

بقلم د الباحث الشاعر عبد السلام الهبطي الإدريسي

 

   ================================================

محاضرة

علمية إعجازية

تحت عنوان

اخــــــــــــــــــــــــــترت لك

 

 

 

 

بسم الله الرحمـــــــــــــــن الرحيم ( والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنســــاـــن في أحسن تقويم )

مقدمة   بقاع الأرض كثيرةولكن أطهرها ثلاثة أماكن وهذه البقاع نجد الخالق العظيم قد خصها الله سبحانه بإنزال رسله وأنبيائه دون سائر هذه الأماكن

1 ـ ( فبيت المقدس) بعث الله تعالى فيه عبده ونبيه ورسوله عيسى بن مريم عليه السلام

2 و( طور سينين ) كلم الله جل شأنه عنده عبده ونبيه ورسوله موسى بن عمران عليه السلام

3 أما مكة المكرمة فقد زارها معظم أنبياء الله ورسله وقد دفن بها عدد كبير منهم ،وبعد هؤلاء الرسل صلى الله عليهم وسلم بعث الله فيها سيد الخلق وخاتم الانبياء والمرسلين قطب الوجود ،وشمس الكون محمد اعليه الصلاة والرحمة ،وفي هذا إشارة إلى ترابط النبوات ،وأن الأنبياء إخوة كما قال النبي جل علاه ( الأنبياء إخوة وأمهاتهم شتى ودينهم واحد )

الـــــــــــــــــدرس   من الإعجاز القرآني أن التين ذكر مرة واحدة في القرآن الكريم أما لفظة ( والزيتون ) فقد ذكر ست مرات صريحة ومرة واحدة مبهمة حيث قال الخالق ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للا كلين ) أي شجرة الزيتون ومعنى النص القرآني الكريم أن الزيتون ذكر سبع مرات في كلام الله جل علاه ،وهي نفس النتيجة توصل إليها العلماء اليابانيون في العصر الحديث حيث اكتشفوا أن مادة ( الميثالونيد ز ) الفعالة في التين لا يكون تأثيرها فعالا إلا عند ما يتم خلطها بالمادة الموجودة في الزيتون وأن النسبة التي تعطي نتيجة أفضل هي ( حبة تين واحدة و7حبات من الزيتون ) وعندما عرف العلماء اليابانيون أن التين ذكر في القرآن مرة واحدة وذكر الزيتون 7 مرات وذلك منذ أكثر من 1400 عام هنا وقف الباحثون باجتهادهم الرائع إلى هذه النتائج المذهلة على الفور وأعلنوا إسلامهم وقسم الله بالتين والزيتون يدل على عظمة هاتين المادتين مما يدل على أهميتها بالنسبة لجسم الإنسان ،ومن هذا المنطلق قام العلماء للبحث عن بعض فوائد (التين والزيتون لجسم الإنسان )ومن الغريب أن التين والزيتون كانتا سببا في دخول فريق من العلماء اليابانيين الدين الإسلامي ،علما أن أهمية ( التين والزيتون ) ترجع إلى مادة (الميثا لو نيدز ) حيث إن هذه المادة هي المسؤولة عن إعطاء الجسم 1 الطاقة والحيوية وتجعله في شباب دائم 2 إن هذه المادة تحفظه من نسبة الكوليسطيرول فهي 3 تعمل على تقوية القلب 4 إنها تزيل أعراض الشيخوخة وفوائد ( التين ) أنه يقوم بتنظيم ضغط الدم ،لأنه يحتوي على مادة البوتاسيوم و التين يعمل كذلك على إنقاص الوزن كما أن هذا التين يقوم بتحسين عملية الهضم ،ويقوم التين كذلك بتنظيم حركة الأمعاء ومعالجة الإمساك وفي نفس الوقت يقي من سرطان الثدي والتين غني بمادة الكالسيوم الذي يعمل على الوقاية من أمراض الهشاشة أو أمرا ض هشاشة العظام فهو يقوم ببناء العظام القوية أما التين فهو يحتوي على فيتامين (أ)الذي يساعد على تحسين الإبصار أما الزيتون فإنه يعالج أمراض القلب ويقلل من ضغط الدم المرتفع ويحمي الزيتون المعجز من أمراض السرطان ويبقى زيته أنه يمنع تكون السرطان داخل البطن ،ويعتبر الزيتون أيضا أنه مصدر جيد لعنصر الحديد اللازم لبناء خلايا الدم الحمراء ،ومن معجزة الزيتون كذلك أنه يقاوم الشيخوخة ويقوي المفاصل من التصلب ويزيد في الانتصاب ،ومن معجزة التين أنه يعمر أكثر من 100سنة وهناك نشيد بابلي يعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد كان البابليون يتغنون به ويرددونه على ألسنتهم نظرا لقيمته التاريخية والعلمية والشفائية ومن حكم التين في المنام قال علماء تفسير الأحلام إن الله يرزق العبد عمل الأنبياء والأولياء والأصفياء ،وقالو يحصل له رزق وبركة وطول العمر وقال علماء هذا التفسير أي تفسير الأحلام إن الله جل علاه يمنح هذا الرائي علما نافعا ،ويعطيه تعالى العافية في الآخرة والدنيا والمصير المنير يوم لقاء الله سبحانه القيمة التاريخية لشجرة الزيتون وبركة زيتها وقال ( ص) (اللهم بارك في الزيت والزيتون ) إن زيت الزيتون زيت مبارك ،فهذا سيدنا معاذ رضي الله عنه استاك بقضيب وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول نعم سواك الزيتون إنه من الشجرة المباركة وقال هذا سواكي وسواك الأنبياء من قبلي وهي أول شجرة نبتت في الدنيا وأول شجرة نبتت بعد الطوفان ونبتت في منازل الأنبياء والأرض المقدسة ،ودعا لها سبعون نبيا بالبركة منهم إبراهيم ومنهم ( محمد صلى الله عليه وسلم ) تفسير ابن عباس لكلمات سورة ( التين ) فقال أما قول الله تعالى (والتين ) فبلاد الشام ،( والزيتون) فبلاد فلسطين (وطور سينين ) في طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى ( وهذا البلد الأمين ) مكة ( لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم )محمد (ثم رددنــاه أسفل سافلين )عبادة اللات والعزى ( إلا الذين ءامنوا وعملوا الصـاــلحـــاــت )أبوبكر وعمر ( فلهم أجر غير ممنون )عثمان بن عفان (فما يكذبك بعد بالدين )علي بن أبي طالب (أليس الله بأحكم الحـــــــــاـــــكمين )أن الله بعثك في أحبابك نبيا وجمعك بهم على طريق النور وسبيل الضوء المشرق.

 

 

المصـــــــــــــــــادر

 

 

 

1 البلاغة العلمية لآيات القرآن الكريم   للدكتور عبد القادرحسين ص 121  

2 رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة للدكتور شعبان ص37     

3 آيات مجلة شهرية علمية متخصصة في الإعجاز القرآني صاحب الموضوع دعبد الإله ص 32

(ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) آمين

بقلم الباحث د عبد السلام الهبطي الإدريسي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محاضرة

 

تحت

 

عنوا ن

 

علاج كورونا يتحقق بطول السجود

 

 

بم الله الرحمان الرحيم

 

 

 

قرأت عدة مواضيع كورونا وتأثرت ،ولكن كان تأثري أكثر حينما وجد ت أن القرآن قد تكلم في شأنه وغيره بعناية عالية ،ولهذا الموضوع الشيق برزعلماء في الساحة العلمية , منهم على سبيل المثال العالم الجليل الدكتور عثمان جيلان و وهو باحث في علوم القرآن ،وصدق الله العظيم حين ذكرفي كتابه الكريم على لسان إبراهيم عليه السلام (وإذا مرضت فهو يشفين )،وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (ما من داء إلا وله دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله ) ونظرا لأهمية هذا الموضوع ـ كما سنرى ـ نجد باحثين أكفاء وجهوا عنايتهم لهذا الداء ، من بينهم العالم البارز الدكتور جيلان

 

 

 

 

الاكتشاف المفيد لداء كورونا

 

 

 

 

لقد توصل العلماء والأطباء إلى طريقة فعالة تدفع المرض إلى الوراء أو تنقذ هذا المريض بنسبة سبعين في المائة ،وذلك بتغيير وضعية المريض على السرير وهي وضعية تشبه وضعية السجود الذي بطوله تعالج أمراض كورونا ،واعلم أخي أن علاج مرض كورونا موجود وثابت بطول هذا السجود حتى قال الأطباء إن هذا السجود يعالج أكثر من عشرة أمراض منها أمراض العيون والغازات المعدية وأنواع معينة من الصداع ،وقد وجد العلماء أنه بتغيير وضعية المريض على شكل سجود فإن سوائل الرئتين تبدأ في النقصان ويرتفع مستوى الأكسجين في الدم وهذا ما وجده العلماء في القرآن الكريم وقبل عدة قرون قال الله لنبيه الكريم واصفا له ضيق التنفس ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الســـــاجدين ) ومعنى ( يضيق صدرك ) ارتفاع نسبة التنفس في الصدر وقولنا هذا يأتي من الاجتهاد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من اجتهد فأصاب فله أجران ،ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ،ومن هذا المنطلق أقول لهؤلاء تأملواوافهموا النصوص دون الاعتماد على التعصب وادعاء المعرفة بدون فائدة واتركوا العلماء يفيدون الناس ،ويتحقق علاج كورونا بالسجود ووضعية المريض على شكل سجود طويل الذي يسمح لسوائل الرئتين للشروع في النقصان ،وهنا يرتفع مستوى الأكسجين في الدم ،وجاء بعد ارتفاع الأكسجين الأمر بالسجود الطويل الذي اعتبره الأطباء أنه من علاج كورونا الفعال أما كلام العلماء المحدثين فإني أدعوهم إلى استخدام العقل والمنطق بدلا من الكلام الذي لا يفيد في شيء ،ونظرا لفائدة هذا العلاج قال العلماء في حقه إن هذا الدواء سينقذ مرضى كورونا مائة بالمائة ،ومماتجدر الإشارة إليه أن هذا العلاج موجود في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة المذكورة حين قال الله على لسان إبراهيم عليه السلام (وإذا مرضت فهو يشفين ) وكما قال عليه السلام (ما من داء إلا وله دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله )وإذا علمنا أن السجود الطويل الذي يحارب كورونا كما قال العلماء فإن هذا الأمر يتحقق بنقصان السوائل في الرئتين وارتفاع الأكسجين في الدم كما سبقت الإشارة إلى ذلك سابقا

 

 

 

التنفس الصناعي

 

 

 

 

يعيش معظم المرضى على التنفس الصناعي وبين الحين والحين تتجمع السوائل في الرئتين ،وبعد إجراء تجارب نافعة نرى تحسن مستوى الأكسجين في الدم وهذا (الفيروس)يبدأباختراق نوعين من خلايا الرئتين بسرعة هما (الخلايا المخاطية)و (الخلايا الهدبية) مع العلم أن (فيروس كورونا )يؤثر بدقة على (الخلايا الهدبية )ويمنعها من القيام بوظيفتها (تطهير الرئتين )

 

 

 

 

مرض (كورونا في سورة المدثر)

 

 

 

 

نظرا لكثرة الأقوال لداء كورونا فإنها تعتبر مؤذية د ون ريب ،هذا مع العلم أن هذا الداء مذكور في القرآن كما هو معروف في سورة المدثر (وما يعلم جنود ربك إلا هو ) وكما قال الخالق (لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر ) المدثر 30 وقال المهتمون بهذا الأمر إن هذه الآية تشير إلى كوفيد 19 أما قوله جل علاه (وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا )فإنها تشير إلى الصين الشعبية التي يتعدى سكانها مليار و300ألف نسمة أما تسمية مرض كورونا في القرآن فهو لحد الآن لا زال ينتظر من يقضي عليه في المناطق الكونية

 

 

 

علماء يكتشفون خطر نقص فيتامين ( د )

 

 

 

 

أكدت دراسة طبية حديثة أهمية فيتامين ( د ) في الحماية من وباء ( كورونا )،وذلك لارتباطه الوثيق بعمل الجهاز المناعي وقدرته في مقاومة ( الفيروس ) ويقول خبراء إن حوالي 70 في المائة يعانون من نقص (فيتامين ( د ) ونصح الأطباء أن مكملات فيتامين ( د ) والبقاء في الشمس لمدة ثلاثين دقيقة يساعد في الوقاية من المرض وقال الأطباء المهتمون بهذا الشأن ،يمكن الحصول على (فيتامين (د) بشكل طبيعي أيضا من زيت السمك أو صفار البيض أو اللحوم أو المكملات الغذائية

 

نصيحة عالية ( لا تهمل فيتامين (د) لأنه يقتل ( فيروس كورونا ) ويعطي نتائج مدهشة وأختم قولي هذا بابن سينا القائد العملاق في علم الطب ،ويعتبر أول من كتب عن الطب في العالم وقد ظل كتابه هذا سبعة قرون المرجع الرئيسي في علوم الطب ويعتبر ابن سينا أيضا أول من وضع طرقا للوقاية الذي بناه على عدم الخوف من المرض والابتعاد عن التجمعات ووصى بإغلاق المساجدوالأسواق موقتا ليصلي كل شخص في بيته ومضى الطبيب ابن سينا قائلا يجب تعقيم النقود بالخل كما يجب على المريض أن يعقم فمه بأوراق الشيح والحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

المصـــــــــــــــادر

 

 

 

 

1ـ موسوعة ا‘لإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف ص237

 

2 ـ نهاية العالم للدكتور عبد الرحمان العريفي ص131

 

3ـ أشرا ط الساعة للعلامة صالح بن محمد ص 455

 

 

 

 

( ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) آمين

 

    

 

 

بقلم الباحث الدكتور عبد السلام الهبطي الإدريسي

 

 

 

 

 

 

 

 

درس في الإعجاز العلمي

تحت عنوان

الإسراء والمعراج

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمـــــــــــن الرحيم  يروي مؤرخو السيرة النبوية أنه في 27 رجب صلى النبي الكريم حول الكعبة الشريفة ليلا وحيدا ، ثم رجع إلى بيته وعند منتصف الليل جاءه جبريل عليه السلام وأخبره بأن الله جل علاه يدعوه إلى السماء مقر الملائكة المكرمين ،وهنا تحرك الركب الكريم على البراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وفيه صلى الرسول العظيم ،ركعات في بيت القدس الذي كان منطلقا لأهل الجنة لكل من قال( سبحان الدائم القائم سبحان الحي القيوم سبحان الملك القدوس سبحان الملائكة وا لروح سبحان الله وبحمده سبحان العلي الأعلى سبحانه وتعالى ) ،ولما كان في بيت المقدس كان معه الملائكة الكرام يسبحون للخالق الرحيم ثم عرج به جبريل عليه السلام السماوات السبع حتى وصل إلى سدرة المنتهى وهناك شاهد جنة المأوى وراح يصعد حتى وقف بين يدي رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما وسجد النبي الكريم وهو يقول ( التحيات المباركات والصلوات الطيبات ) فرد الخالق العظيم (السلام عليك أيها النيء ورحمة الله وبركاته ) ردت الملائكة لهذه التحية الربانية قائلة ( السلام علينا وعلى عباد الله الله الصالحين ) صحيح مسلم

 

 

 

 

مراحل الإسراء والمعراج

 

 

 

 

 

لما انطلق جبريل عليه السلام بالنبي الكريم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى نرى العلم الرباني أخذ يلوح في الأفق ،حيث بدأ النبي الكريم بطرح عدة أسئلة على ملك الفضاء جبريل عليه السلام ،من النبي الكريم قائلا يا أخي جبريل ما تفسير أن شابا قبلني وودعني ،فأجابه جبريل يا محمد إنه الدين العظيم قد ارتضاه الله لك ، وهذه مرحلة بشرية ولما وصل الملك بالنبي محمد الكريم إلى بيت المقدس صلى بالأنبياء كإمام ،ونعلم من هذه المرحلة أن النبي الكريم كان بشرا كسائر الناس لكنه لما رفرفت عناية الخالق العظيم بجبريل عليه السلام ومحمد الكريم هنا انخلع من مرحلته البشرية إلى مرحلة أعلى وهي مرحلة الملائكية ،حيث فيها أخذ النبي الكريم يشرح ويفسر كل ما يراه في الكون دون طلب تفسير من الملك جبريل عليه السلام ،وبوصول الموكب الكريم إلى سدرة المنتهى قال جبريل عليه السلام تقدم يا محمد فأنا لو تقدت لاحترقت وأنت لو تقدت لاخترقت ،وهنا أصبح النبي الكريم في مرحلة ما فوق الملائكية ،وعليه فيكون النبي الكريم قد قطع ثلاث مراحل 1 مرحلة بشرية وهي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى 2 ومرحلة ملائكية وهي من المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى 3 ومرحلة ما فوق الملائكية وهي خاصة بالنبي محمد ،حيث منها رفرفت العناية الإلهية به في السماء حتى كان قاب قوسين أو أدنى من الخالق العظيم وفيها فرضت الصلوات الخمس على محمد وأمته ورجع إلى الأرض يحمل أغلى هدية عرفها الخلق، وهي هدية الصلوات الخمس التي تعتبر خمسا في الأداء وخمسين في الأجر والثواب

 

 

 

 

 

(ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) آمين

 

 

 

 

 

 

بقلم الباحث الشاعر د عبد السلام الهبطي الإدريسي

 

 

 

 

المصــــــــــــــادر

 

 

 

 

 

 

1 حياة محمد للأستاذمحمد حسين هيكل ص 182

2 درة الناصحين في الوعظ والإرشاد للأستاذ عثمان بن حسن ص 125

3  مع الأنبياء في القرآن لعبد الفتاح طبارة ص 358

 

 

 

 

 

محاضرة في الإعجاز العلمي

تحت عنوان

المجال المغناطيسي والصوت بالفيزياء والبعث والنشور

 

 

مقدمة

 

 

إذا وجدت نفسك تتمتع بسعادة ،فاعلم أنك تتأمل في مصير حياتك ،وأنك مع هذه السعادة الناتجة عن تأملك فإنك ترى الحياة بعقل جديد ، وإذا رأيت نفسك أنك منسجم مع الآخرين ،فاعلم أن الله قد أحبك وهيأ لك أسباب الراحة النفسية ،وإذا وجدت نفسك أنك في طريق التوفيق فاعلم أنك تعيش مع نور العلم وهذا يعود إلى مصدر واحد لا ثاني له إنه مصدر هبط إليك من الأعلى لينير لك سبيل الرزق والنور ،وطريق التوفيق والسرور ،ويتجلى هذا الفضل في اهتمامك بقوت العلم وزاد الفهم ،واهتمامك بالأب الروحي الخالد ،إنه القرآن العظيم الذي يزكي نفسك ،ويعطر مشاعرك ،ويهديك إلى الحق (قد جاءكم من الله نور وكتــــــاــــب مبين ) سورة المائدة الآية 15

 

 

الموضوع

 

 

 

المجال المغناطيسي هو عبارة عن شريط يبلغ طوله ستين ألف كيلومتر ،ووظيفته أن الله العظيم خلقه لحفظ هذا الكوكب الأرضي من تدميره وقتل من عليه نهائيا ،فهذا الشريط هو بمثابة القلب للجسد ،فمتى غاب هذا الشريط غابت الأرض ،وأصبحت لا شيء يذكر مطلقا ،فبقاء هذا الكوكب مرتبط ببقاء هذا الشريط الخطير الذي يحفظ هذه الأرض من الرياح الشمسية التي تعطي حرارة رهيبة تفوق آلاف الدرجات الحرارية ،ومن لطف الخالق بمخلوقاته أن الخالق العظيم عين هذا المجال لحراسة الأرض من هجوم الرياح الشمسية عليها ،التي تحاول بين الحين والحين أن تتسرب إلى مجال الكوكب الأرضي وبين الفعل والرد وقع اصطدام بين الجانبين ،فنتج عن ذلك ما يطلق عليه بالشفق المشار إليه في قوله جل وعلا (فلا أقسم بالشفق )سورة الانشقاق الآية 16 فلا هنا جاءت لتأكيد القسم أي فأقسم قسما مؤكدا بحمرة الشفق بعد غروب الشمس ومعنى (والليل وما وسق )بمعنى والليل وما جمع من مخلوقات على اختلاف أشكالها ،ولكن ما معنى كلمة (الشفق )فحمرة هذا اللفظ ظاهرة عظيمة ومعقدة جدا ،ومما يزيد من عظمة هذا القسم أنه تكرر في القرآن ثمان مرات وجميع الآيات جاءت بصيغة النفي (لا)قال بعض العلماء وكأن الخالق جل وعلا يريد أن يؤكد للناس أنه ليس بحاجة إلى هذا القسم لأن مخلوقاته تحت مظلة الحكم ،ولماذا هذا القسم ،وأجيب بتواضع أن العرب كانوا يقسمون بأشياء يرون فيها قناعة لأنفسهم ،فنزل القرآن تمشيا مع لغتهم و أساليبهم ،وعدد القسم المذكور هو كما يلي 1 فلا أقسم بمواقع النجوم ) الواقعة 75 2( فلا أقسم بما تبصرون ) الحاقة 38 ـ 3 (فلا أقسم برب المشـــــاـــرق والمغــاــرب ) المعارج 40 ــ 4 (لا أقسم بيوم القيــــاــــمة ) 1 ـ5 (ولا أقسم بالنفس اللوامة )القيامة 2 ــ 6 (فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس ) التكوير 15 7 (فلا أقسم بالشفق ) الا نشقاق 6 ــ 8 )لاأقسم بهذا البلد ) البلد 1 هذا ويتميز هذا الشفق بألوان مختلفة يغلب عليها الأخضر والأحمر والأصفر ،وله شكلان أساسيان هما الشكل الشريطي وهو الذي يحيط بالأرض ويحميها من الدما ر والفناء ،وعدده آلاف الكيلومترات ،والشكل الثاني هو ما أطلق عليه العلماء الشكل الغيمي أي شكل السحب التي تغطي الفضاء الكوني ،وتتميز ألوان الشفق بأنها رائعة وممتعة لكل ناظر ومشاهد ،ونظرا للتطور العلمي فإن العلماء قد اكتشفوا أن الشمس تطلق ريحا عاصفة تصل إلى حدود الأرض غير أن هذا لا يمنعها مما يلامس المياه البحرية الشديدة التي تسبب في التفكك بين العنصرين الهيدروجين والأكسجين ،وفيه يقول الحق جل وعلا (وإذا البحار سجرت ) سورة التكوير الآية 6 بمعنى ارتفاع الحرارة الرهيبة وبنا ر ارتفاعها اختلطت مياه هذه البحار واشتعلت النيران ،وإلى هذا يشير الحق سبحانه (وإذا البحار فجرت ) سورة الانفطار الآية 3 أي اختلطت المياه وصارت بحرا واحدا ،ولم يبق بعد هذا إلا الحساب والجزاء والطريق إلى المحكمة العليا التي تظهر فيها كتب الخلائق

 

 

قيام الخلق من قبورهم والاستعداد للبعث والنشور

 

 

وهو استعداد للحضور أمام الخالق ،ويتجلى هذا في النفختين الأولى وهي النفخة التي تنتهي بها الحياة ،ويمكن تسميتها (نفخة الموت )حيث يأمر الله إسرافيل فينفخ في الصور نفخة قوية تكون سببا في هلا ك جميع المخلوقات ،بما فيها الكائنات التي تعيش على كواكب أخرى خارج الأرض ،وهذا ما أشار إليه جل وعلا( فصعق من في السمـــــاـــــوات ومن في الأرض( سورة الزمر الآية 68 ومعنى النص القرآني أن هناك مخلوقات غير مخلوقات الأرض تنتشر في الفضاء الخارجي وتتأثر بهذه الصاعقة التي تصعق كل من الأرض وهذا ما أشار إليه الحق سبحانه بقوله (ونفخ في الصور فصعق من في السمــــــاـــــوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ،ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون )سورة الزمر الآية 68 والصعق معناه الصوت القوي جدا وهو النفخ في البوق أو الصور ،وعندما يتعرض الإنسان لصوت قوي بشدة أكثر من 200 (دسبيل )يبدأ الجسم بالاهتزاز العنيف وفي هذا الصدد نجد الباحث الفرنسي (فابيان ) أنه قد اكتشف أن للصوت قدرة على تفجير الخلايا السرطانية وأنه كذلك قادر على تنشيط الخلايا وإعادة الحيويةوالطاقة لها ،ومن هنا يمكن اعتبار بعض الترددات الصوتية يمكنها التأثير على الأمراض المستعصية وعلاجها ،وهذا هو العلاج بالقرآن

 

النفخة الثانية

 

 

في النفخة الثانية يقوم الناس من قبورهم ،وبعد الأمر الإلهي لإسرا فيل بالنفخ في الصور تذهب كل نفس إلى جسدها ،استعدادا لخروجها من قبرها ،وفي هذه الحقبة الزمنية يأتي الأمر الرباني بإنزال الأمطار التي بسببها ينبت الناس في قبورهم كما ينبت البقل كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ،ثم يأتي الإذن الإلهي بالذهاب إلى مكان الحساب والجزاء صوت الإنسان بلغة الفيزياء تقاس قوة الصوت بواحدة تدعى ( دسبيل ) فعندما تصل قوة الصوت إلى 120 دسبيل فإن الأذن تتعرض لآلام واضحة ،وعندما تتعرض إلى 140 دسبيل فإن طبلة الأذن تنفجر ،وعندما تصل هذه القوة إلى 150 دسبيل فإن القفص الصدري يبدأ بالاهتزاز ويتعرض الإنسان لضيق شديد في التنفس ،وعندما يصل هذا الرقم أي رقم دسبيل إلى 200 فإن الرئتين تنفجران ويصيب الأذى الشديد كل أنحاء الجسم ،وتنتهي باضطراب عمل القلب والدماغ والنتيجة هي الموت ،ومن نعمة الله على خلقه ،أن بقية الكواكب في النظام الشمسي لا تملك مجالا مغناطيسيا ككوكب المريخ مثلا فهو ليس له مجال مغناطيسي ،ومن هنا يظهر أنه غير محمي من الرياح الشمسية التي كلما اقتربت منه ترتفع الحرارة على سطحه إلى عدة مآت من الدرجات ،ومن العجيب أن الإنسان رغم أنه لا يستطيع رؤية المجال المغناطيسي أو الإحساس به ،فإن العديد من الحيوانات والطيور تستطيع رؤيته والإحساس به من خلال حواس أخرى مثل الطيور المهاجرة بأنواعها وهي مزودة بأجهزة خاصة في عيونها تتصل بواسطة خلايا عصبية في الدماغ ،للاستعانة بها عندما تريد الهجرة إلى المكان الذي تريد الانتقال إليه والعودة منه إلى موطنها ألأصلي والحمد لله رب العالمين

 

 

المصـــــــــــــــــــــــــادر

 

 

1 الإسلام يتحدى                    للعلامة و حيد الدين خان ص59

2 الإعجاز العلمي في الإسلام    للأستاذ محمد كامل   ص 123

3 البراهين العلمية                 للأستاذ عبد المجيد العرجاوي ص 122

                                                                                                            

 

 بقلم الشاعر الباحث الدكتور عبد السلام الهبطي الإدريسي

 

 

انشقاق القمر - معجزة من المعجزات الكونية  

 

مقدمـــــــــــــة البحــــــــــــــــــــث

 

ورد ت آيات من القرآن الكريم ،وأحا د يث نبوية في شأن اقتراب الساعة ،ونبدأ بما جاء في القرآن الكريم ،يقول الله تعالى في هذا الصدد،) اقتربت الساعة وانشق القمر ،وإن يروا ــ اية يعرضوا ويقولوا هذا سحر مستمر )  القمر 1  وورد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،وقد حان غروب الشمس ،حيث لم يبق منها إلا يسير ،فقال :والذي نفسي بيده ،ما بقي منالدنيا فيما مضى منها إلا   كمــا بقي من يومكم هذا فيمـا مضى منه،ومـا نرى من الشمس إلا يسيرا" رواه الحافظ " أبوبكر البزار .

 المعجزة الكونية انشقاق القمر  

ابتدأت السورة الكريمة بذكر تلك" المعجزة الكونية "ألا وهي معجزة انشقاق القمر،التي هي إحدى المعجزات التي أيد الله بها نبيه ،وذلك بمجرد ما طلب المشركون منه برهانا لمعرفة أنه رسول إليهم ،وأنه صادق فيما يدعيه ،وعلى الفور جاء البرهان الرباني الذي غير مجرى حياتهم بانشقاق القمر أمام كفار مكة ،ورغم مشاهدتهم  لهذه المعجزة الكونية ،قالوا ما هذا إلا سحر مستمر ،مع العلم أنهم لم يعرفوا عنه إلا الصدق والأمان ،وهذا بطبيعة  الحاليرجع إلى عنادهم وجحودهم ، ومن هذا المنطلق جاءت السورة وهي تحمل أخبارا عن الأمم السابقة التي خرب الله ديارهم وشتت شملهم بتكذيبهم الرسل الذين بعثهم الله إليهم،ومن هذه الأمم التي لم تخضع  للتوحيد،وكان مصيرها الفناء ،قوم نوح، و قوم فرعون ،وقوم صالح وغيرهم ….وتشير سورة القمر إلى أن كفار قريش إذا لم يومنوا برسولهم فسيكون مصيرهم نفس مصير الأمم الطاغية  الســابقة ، و بعد هذا التهديد و الإنذار دعت السورة  إلـى الاعتبار والتذكر بقوله تعالــى"ولقــد تركنــ'ــــهـا ءاية  فهــل مـن  مدكر "القمر 15 

أقوال المفسرين عن انشقاق القمر

 

يقول جل شأنه :"  اقتربت الساعة وانشق القمر "يقول ابن كثير ما نصه : "  يخبرنا تعالى عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها "كما قال الحق سبحانه :"اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون "الأنبياء 1،ونظرا لما وردفي القرآن الكريم ،والأحاديث النبوية بانشقاق القمر ،اتفق العلماء على أن هذه المعجزة قد وقعت فعلا وأنها حدثت في زمان النبي صلى الله  عليه وسلم ،وأنها كانت إحدى المعجزات الباهرات وجاء "  في تفسير الجلالين "ما نصه ،" اقتربت الساعة "حان وقت القيامة "وانشق القمر "وانفلق فلقتين على جبلي أبي قبيس وقيقعان آية له صلى الله عليه وسلم ،وقد سئلها أي :سأله أهل مكة أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر ،فقال : اشهدوا  ،رواه الشيخان وجاء في "صفوة البيان لمعاني القرآن" ما نصه ،"اقتربت الساعة قربت القيامـة جدا وانشق القمـر وانفلق فلقتين معجزة له صلى الله عليه وسلم ،وهو بمكة قبل الهجرةبنحــو خمس سنين ،حين سـأله أهـل مكة أن يريهم آية تدل على صدقه فأراهم القمر فلقتين معجزة له ،حتى رأوا جبل حراء بينهما فقال صلىالله عليه وسلم ،"اشهدوا " ونضيف إلى ما تقدم ،شهادة شاكرواتي فارماس ملكماليبار وهي إحدى مقاطعات جنوب غربي الهند الذي شاهد انشقاق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وأخبر كثيرا من الناس على ما رأى،وتأكد مما شاهد أن جماعةمن التجار المسلمين  مروا بولاية ما ليبأر وأخبروه بذلك وبعد ما سمع هذا النبأ ،عين ابنه مكانه ،وفارق البلاد في طريقه إلى الجزيرة العربية ،فاجتمع بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ،ونطق بالشهادة أمامه عليه السلام ،وبعد ما تعلم مبادئ الدين ،وصلى واستغفر أراد الرجوع إلى بلا ده لكنالقدر قضى بموته ،فدفن بمكان يقال  له "ظفار "بالجزيرة ولما وصل الخبرإلى بلا ده ،فرح الناس بإسلا م هذا الملك ونطقوا بالشهادة أما الوثيقة التي تثبت لنا هذا القول ،فهي موجودة في إحدى المخطوطات الهندية القديمة والمحفوظة في مكتبة المركز الهندي بمدينة لند ن تحت رقم " 2807 ـــ     173152     وهي تتضمن ما تقدم ذكره،والعالم الذي نقل إلينا هذا النبأ التاريخي من هذه الوثيقة ،هو الدكتور محمد حميدالله في كتابه "محمد رسول الله" ومع هذه الحقائق نجد جماعة من المفسرين يقولون بأن انشقاق القمر ،هو من إرهاصات الآخرة ،ولم يعلموا أن عمر الأرض التي نوجد على ظهرها يقدر بنحو خمسة آلاف مليون سنة على أقل تقدير ،وأن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ،لم تتعد قرونا ،ونسبة هذا التاريخ إلى ملايين السنين التي مضت من عمر الأرض يؤكد نهاية العالم ،و يؤكد القرآن الكريم أن انشقاق القمر قد  مر ووقع فعلا  ،وعلى هذا فليس هناك انشقاق آخر في آخر الحياة الدنيا ،وإنما هناك ابتلاع الشمس للقمر بمعنى أن الشمس عند  انتهاء الوقود منها ،تنتفخ ويكبر حجمها أضعافا كثيرة ،حتى يصل حجمها إلى مدار الأرض ، و بوجود القمر حول مدار الأرض يصبح في حالة خسوف فيدخل في  حجم الشمس الرهيب فتبتلعه،وإلى هذا يشير القرآن الكريم  "  فإذ ا برق البصر ،وخسف القمر ، و جمع الشمس والقمر ، يقول الانســ'ـــــــن يومئذ أين المفر ،كلا  ،لا وزر ،إلى ربك  يومئذ المستقر ،ينبأ  الانسـ'ــن يومئذ بما قدم وأخر  "القيامة 13 ومعنى النص القرآني الكريم ،إذا تحير البصر،وانبهر من شدة الفزع ،وتلاشى ضوء القمر ،وغاب بسبب خسوفه،هنا ستكون المفاجأة بدخول القمر في الشمس ،وبذلك يكون الفناء تمهيدا للحساب و الجزاء ،وفي هذا الظرف الأ سود الرهيب ،يحدث الإنسـ'ــــــن نفسه ويقول أين المخرج من هذه الكارثة العظيمة ،ولكن لا مغيث ولا منقذ،وأمام هذه الفاجعة الرهيبة ،لم يبـــــــق للإ نســ'ــــــن  إلاالجنة أو النار ولا حول ولا قوة إ لا بالله العلــي العظيم.                       

 

دليل انشقاق القمر

 

صرح العلماء أنه حدث للقمر احتراقات وبراكين متعددة ،وكانت هذه الحوادث حينما طلب الكفار من الرسول الكريم آية للدلالة على نبوته ،فأظهر الله هذه المعجزة تبرهن على صدق رسالته ،وتجدر الإشارة إلى أن علماء امريكا كانوا يقومون بعرض برامج عبر قنوات فضائية ،فإذا بالرواد الفضائيين يلاحظون انشقاقا كبيرا على جوانب القمر ،حصل  له في فترة ما ،وهنا قام عالم باكستاني واتصلبالبرنامج على الفور ،و  :"الله أكبر ،الله أكبر"إن امريكا تنفق ملايين الدولارات لتثبت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ،وقال :هذا العالم للمسؤولين عنالبرنامج ،إن قضية انشقاق القمر ،كانت فعلا ،وتحدث عنها القرآن الكريم ،فقام أحدالعلماء على الفور ونطق بالشهادة متأثرا بهذا الكلام المعجز. وهنا نجد العلم في قمة من قممه ،يصرح بأن تباعد القمر عن الأرض في طريقه بمعدل ثلاثة سنتيمترات في كل سنة،وهذا مما يجعلنا نتأكد، بأن القمر ،يـأخذ طريقـه للدخول فـــــي جاذبية الشمس لتبتلعه.   

 

 

محاضرة

 

تحت عنوان

 

آيات الله ورحمته تتجلى في كونه و خلقه

 

 

 

المقدمة

 

 

 

قال الخالق العظيم ( وكأين من آية في السمـــــاـــو ات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون ) سورة يوسف الآية 105 وآيات الله في كونه العظيم لا حصر لها على الإطلاق ،والآيات الكونية هي من نعم الله سبحانه  على خلقه ،،قال العلي العظيم (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ،إن الله لغفور رحيم ) سورة النحل الآية 18 ،ومن آيات الله الكونية محطة ما يسمى (بالميزوزفير )الذ ي   يبلغ ارتفاعه 90 كلم ،ووظيفته أنه يدمر كل ما وجده أمامه من مخلوقات كالمذنبات والشهب والنجوم ،وغيرها من المجسمات النازلة من السماء ،ومن رحمة الله بخلقه أنها بمجرد ما تصطدم بهذا الجانب من الغشاء الجوي الشديد الحرارة ،فإنها تنفجر تاركة منافع كثيرة على سطح الأرض ، كأسمدة مقوية للتربة الفلاحية ،وإذا قدر للبعض من هذه المجسمات الكونية بالنزول على الأرض ،فإنها تحدث أضرارا بالغة في النباتا ت وغيرها من المنشآت.

 

 

 

من دلائل قدرة الخالق

 

 

 

ومن دلائل قدرته سبحانه ما نعلم به من هذه المخلوقات في هذا الفضاء الفسيح ،وعلى سبيل المثال مجرة السديم التي تبتعد عن الأرض ب( سبعمائة ألف سنة ضوئية ) وقد قدر العلماء مسافتها ب( عشرة آلاف مليار كلم ) و من دلائل قدرة الخالق العظيم نجم يوجد في الكون ،وهو يبتعد عنا بسبعمائة وخمسين سنة ضوئية ،والسنة الضوئية كما قلنا قدرها العلماء ب ( عشرة آلاف مليار كلم ) ومن هذه المخلوقات العظيمة النجم العملاق الذي يطلق عليه بالوردة ،وهو يبعد عنا ب(4000 سنة ضوئية ،وفيه قال الحق جل وعلا ( إذا السماء انشقت ) سورة الانشقاق الآية رقم 1 والسماء عند علماء الفلك بمعنى ( الوردة ) وعند علماء التفسير أنها تنشق يوم القيامة لنزول الملائكة للقيام بخدمة الخالق العظيم ومن دلائل قدرة الله جل وعلا أنه يوجد في الكون نجم يبعد عن الأرض ب ( خمسمائة مليار سنة ضوئية ،ومن عظيم قدرته سبحانه مجرة أندروميدا التي تبعد عن الأرض بمائتي سنة ضوئية ،وكما مر بنا فإن السنة الضوئية تساوي (عشرة آلاف مليار كلم  وصدق الله العظيم إذ يقول ( فلا أقسم بمواقع النجوم ) سورة الواقعة الآية 75 أي أقسم الخالق العظيم بكل ما في السمــــــــــوات من أجرام وكواكب ومجرات وهي تدور في أفلاكها وبروجها ،وحددت هذه المواقع بثلاثة الموقع الأول يتعلق بالبعد العظيم بين نجم وآخر ومجرة وأخرى ، وقد أفادنا الباحث الأمريكي بعد جهود مضنية أنه استطاع أن يكتشف أ ربعين مجرة مختلفة ،ومع صبره الطويل استطاع أيضا أن يكتشف أن كل مجرة تبعد عن بعضها ب( مائة وخمسين ألف كلم في الثانية الواحدة ) الموقع الثاني إنه يتعلق بالجاذبية ،بمعنى أن الجسم الأكبر يجذب إليه الجسم الأصغر، فمثلا إن الشمس تجذب إليها الأرض ،وهذه تجذب إليها القمر. الموقع الثالث يتعلق بتحركات هذه النجوم والمجرات والكواكب أي أنها لا تستقر في أماكنها ،بل تتحرك في أفلاكها ،وإلى هذا أشار الخالق بقوله ( وكل في فلك يسبحون ) سورة يس الآية 40 ومن قدرة الخالق الجبار أن الكون العظيم يتضمن أربعمائة بليون مجرة ،وكل بليون يساوي ألف   مليار نجم ) أما المجرة فإنها تساوي مائتي مليار نجم ،وجاء في المجموعة البريطانية أن الشمس تدور حول المجموعة الشمسية في مدة رهيبة تقدر ب250 كلم في الثانية ،وورد في هذه المجموعة أيضا أن هذه الشمس لكي تدور حول نفسها ،فلا بد لها من قطع مسافة تقدر ب250 سنة ضوئية .

 

 

 

المجال المغناطيسي أو المدافع عن الأرض

 

 

 

إن الله خلق مدافعا صحيحا يطلق عند العلماء ( بالمجال المغناطيسي ) الذي هو على شكل دائري يحيط بالكرة الأرضية في طول قدر ب( بستين ألف كلم ) وهذا المجال في الحقيقة هو رحمة من الخالق الجبار للأرض والمخلوقات التي تعيش على ظهرها ،إذ لولاه ما كان لهذه الأرض أن تكون أصلا ،لأنه يعتبر بمثابة الروح للإنسان ،ووظيفة هذا المجال أنه يدافع عن هذ ا الكوكب الأرضي ،وكيفية ذلك أن الرياح الشمسية القاتلة التي ترسلها الشمس إلى الأرض يقوم المجال المغناطيسي بصدها ،فتبقى عاجزة ،حيث لا تجد طاقة لاختراق هذا الحارس الكبير ،ويستحيل اختراق هذه الجزيئات للمجال المغناطيسي ،ولو أدى بهما إلى تطاحن ،وفعلا فقد حصلت معركة طاحنة وملحمة عظيمة بين الجانبين ،كا ن النصر في النهاية للمجال المغناطيسي بتفريغ مساحة عظيمة أطلق عليها بالشفق الأخضر،وهذا ما أشار إليه قول الخالق العظيم ( فلا أقسم بالشفق ) سورة الانشقاق الآية 16 ويعتبر هذا المجال المغناطيسي رحمة من الله لعباده ،ومع هذا التكريم العظيم للخلق فإن الناس لا يعرفون قدر هذه الرحمة ،ولا يعرفون ما يدور بهم ،ولا ما يجري حولهم ،وكما هو معلوم أن لكل أجل كتابا ،فإن أجل دفاع هذه الرحمة ( المجال المغناطيسي )لا يدوم ،وذلك شأنه كشأن الخلق ،فهو كما يقول العلم أنه في طريق النقصان ،ومع استمرار العصور فإن قوته تضعف ،وبذلك تستطيع الرياح الشمسية أو الجزيئات النارية اختراق المجال المغناطيسي وهي في طريقها إلى سطح الأرض وملامسة المحيطات ،وهنا يحصل التفكك يبن الهيدروجين والأكسجين ،حيث ترتفع الحرارة إلى آلا ف الدرجات ،وبهذه الحرارة الرهيبة يقول الخالق العظيم ( و إذا البحار سجرت ) سورة التكوير الآية 6 وإذا التقت مياه المحطات والبحار مع النيران المشتعلة يقول الخالق الجبار ( و إذا البحار فجرت ) سورة الانفطار الآية 3

 

 

 

الحشر والنشر بعد حرق البحار والمحيطات

 

 

 

بعد التقاء البحار والمحيطات وحرق مياهها تأتي نفخة الإحياء وفيها يقول الخالق جل وعلا (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون، قالوا يـــــاـــــويلنا من بعثنا من مرقدنا ،هذا ما وعد الرحمــــاـــــن وصدق المرسلون )سورة يس الآية 51 هذا ويمر الكائن بثلاثة مواطن تعتبر أصعب فترة يجدها في حياته ،وهي (يوم يولد الكائن ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا ،ويوم يموت فيرى الآخرة وأهلها ،ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا ومن الشرف الكبير أن الله سلم على يحيى في هذه المحيطات بقوله فقال ( و سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ) سورة يس الآية 51 وأشد ما يجده العبد بعد موته ،الساعة التي ينتظر فيها ملك الموت ،والساعة التي يقوم فيها من قبره ،والساعة التي يقف فيها العبد أمام الخالق الجبار ،وبعد هذه المراحل لم يبق أمام هذا المحاسب إما إلى الجنة وإما إلى النار،والحشر والنشر ثابتان بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين قال الخالق جل وعلا ( قل بلى وربي لتبعثن ) سورة التغابن الآية 7 وإلى لقاء إن شاء الله .

 

 

 

المصـــــــــــــــــــــــــادر

 

 

 

 

ــ البلاغة القيمة لآيات القرآن الكريم     للدكتور عبد القادر حسين

 

ــ صفوة التفاسير للشيخ علي الصابوني مج 3

 

المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم   محمد عبد فؤاد عبد الباقي

 

ـ مع الله في السماء   للدكتور أحمد زكـــــــــــــــــــي

 

 

 

 

بقلم الدكتور الباحث عبد السلام الهبطي الادريسي

 

 

محاضــــــــــــــــــــــرة

تحـــــــــــــــــــــــــــت عنوان

نحن قسمنا بينهم معيشتهم

مدخــــــــــل

كما هو معروف لدى سائر الناس أن الله خلق العباد ،وقدر لكل واحد منهم رزقه ،فهذا رزقه كثير ،وغيره أكثر منه ،وهذا جعله قليلا ،وغيره أقل منه ،فالله جل وعلا يفعل ما يشاء في تصرفه المطلق ،ومنه أن الله جعل هذا نبيا وجعل غيره وليا ،وغيرهما قدر أن يكون عابدا أو معتكفا ،فالله الكريم يفعل ما يشاء في ملكه العظيم ، ،فإذا كان تصرف الله بالحق والعدل ،فنجد الكفار يقولون لو كانت النبوة في الوليد بن المغيرة بمكة ،وكانت في عروة بن مسعود بالطائف لكان هذا أفضل ، وهذا كلام بعيد جدا عن الصواب ،فرد الله عليهم (أهم يقسمون رحمت ربك )سورة الزخرف الآية 21 ،أي أهم يقسمون نبوة ربك فالرحمة هنا بمعنى النبوة والرحمة ،ومن العجيب أن لفظة رحمة رسمت بالتاء المبسوطة ،لتوحي إلينا أن رحمة الله سبحانه مطلقة ،فهي مبسوطة باستمرار ثم جاء قول الله المنصف لعباده (نحن قسمنا بينهم معيشتهم )سورة الزخرف الآية 21 ـ

الموضــــــــــــــوع

يستفاد من النص القرآني السابق أن الله جل وعلا قسم الأرزاق بين عباده ،فمنهم من أخذ بنصيب وافر ،ومنهم من أخذ قليلا ،ومنهم من أنعم الله عليه بالعلم والمعرفة ،ومنهم من أخذ من ربه الشرف ،ومن عباده من أخذ النبوة والدرجة العالية ،وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذيقول (إن الله قسم بينكم أخلاقكم ،كما قسم بينكم أرزاقكم ،إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ،ولا يعطي الدين إلا لمن يحب ،،فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه )رواه الحاكم في المستدرك     ،ثم إذا كان     الخالق العظيم أعطى لكل ذي حق حقه ،فإنه جل وعلا خلق التآزر والتآلف بين عباده ،انطلاقا من قوله سبحانه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ،واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ،)سورة آل عمران الآية 103 ـ ويلاحظ أن إثبات ألف كلمة أعداء فقد ورد للدلالة على أن الأعداء لا يعرفون المحبة ،ولهذا فقد ورد الف التفريق بين هؤلاء الأعداء ،لكن كلمة (إخوانا) فقد رسمت الكلمة فيها بحذف الألف للإشارة إلى جمع الشمل والتصاق هذا بالآخر .

كائن في قاع المخلوقات يخدم آخر في قمة الشرف

ومن جانب آخر نجد الله جل وعلا خلق كائنا في قمة الشرف وهو الإنسان ،والآخر في قاع المخلوقات وهو البكتيريا ، ومع ذلك فقد جعل الله بينهما المودة والتعاطف ،حيث إن هذا المخلوق الضعيف يقدم للإنسان طعاما نفيسا من فضلات الإنسان بعد تحويله إلى فيتامين مركب (ب ) لماذا هذا الخير والإحسان  الجواب نجده في قول الحق سبحانه (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ) ومن جملة ما تتضمن عليه هذه الآية أن كلا من الطرفين يساعد الآخر ،فالفقير لا قدرة له على توفير مركب (ب )لأنه لا يوجد إلا على موائد الأغنياء من خيرات متنوعة وألوان مختلفة ، ولهذا جاءت البكتيريا تنوب عن فقر هذالإنسان المحروم مما يوجد في مائدة النعم المختلفة الأشكال ،ويتضح مما تقدم أن هناك تعاونا بين الفقير والبكتيريا حيث الأول يزوده بالفضلات والثاني ينعم عليه بالموادالنفيسه وبذلك يصبح هذا لا يستطيع أن يعيش بدون الآخر ، من المهد إلى اللحد ،فغياب أحد الجانبين عن غيره   يؤدي به إلى الموت حتما ،ومن المعلوم أن دخول البكتريا لفم الإنسان أو أنفه ،فإنها لا تستطيع اختراق الأماكن الداخلية بسبب الخط الدفاعي الذي يقف لها في الطريق ،فإذا ما حاولت اختراق خلايا الإنسان أو خلايا د مه فإنها تتكاثر وتقوم في وجه البكتيريا للقضاء عليها

البكتريا ومنافعها للبشرية

يقول العلم إن منافع البكتريا لا تقدر بثمن ،وفضلها لا يحصى ،وخدمتها للإنسان يعتبر فضلا عظيما من الخالق العظيم للناس ،علما أنها لا تنفصل عنا ،فهي معنا في الهواء والماء وفي جل مناطق الجسم ،وبدون هذه البكتريا تنعدم حياة الناس على سطح الأرض ،ويفيدنا العلم أنها تبدأ في الظهور والعيش في أجسادنا بعد الولادة ،بمعنى أننا نخرج إلى الوجود وليس معنا شيء منها ،وهي تلتصق بنا في جميع مناطق الجلد كالإبط وبين الأصابع والفخذين والجهاز التنفسي ،كما توجد في الأنف والجهاز الهضمي ،والفم والأمعاء الغليظة والجهاز البولي ،وهنا ك أماكن لاتصل إليها البكتريا كالدم والدماغ والعضلات والقلب والرئتين ،ويوجد بجسومنا ما يقرب من ألف نوع من هذه الكائنات ،وجلها في خدمة هذا الإنسان الذي لو عرف ما أنعم الله به عليه لسجد مع دموع وتأمل ،ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، وما دام جسم الإنسان يحتوي على ملايين من أنواع البكتريا في أمعائه ، فإن من وظائفها أ نها تقوم بهضم المواد الغذائية لهذا الإنسان ، وبدون هضمها ،فإنه يصاب بضرر قاتل ،ثم إذا كانت حياة الخلق لا تخلو من تطاحن ،فإن البكتريا لم تترك نصيبها في الحياة ولو أدى بها ذلك   إلى مقاومة ،وذلك باعتبار أن كل مخلوق يحب البقاء والدوام في هذه الحياة وصدق الله العظيم إذ يقول ( و كأين من دابة لاتحمل رزقها الله يرزقها ) سورة العنكبوت الآية 60 والحمد لله رب العالمين

المصــــــــــــــــــــــادر

السلوك الواعي لدى الخلية     للدكتور هارون يحيى ص88

الوعي الإسلامي عدد 212 يونيو  1982   ص17  بقلم الدكتور عبد المحسن

 

بقلم الدكتور عبد السلام الهبطي

                                                                                                                                                                                                                                          

 

محاضــــــــــــــــــــــرة

 

تحـــــــــــــــــــــــــــت عنوان

 

نحن قسمنا بينهم معيشتهم

 

 

 

مدخــــــــــل

 

 

 

كما هو معروف لدى سائر الناس أن الله خلق العباد ،وقدر لكل واحد منهم رزقه ،فهذا رزقه كثير ،وغيره أكثر منه ،وهذا جعله قليلا ،وغيره أقل منه ،فالله جل وعلا يفعل ما يشاء في تصرفه المطلق ،ومنه أن الله جعل هذا نبيا وجعل غيره وليا ،وغيرهما قدر أن يكون عابدا أو معتكفا ،فالله الكريم يفعل ما يشاء في ملكه العظيم ، ،فإذا كان تصرف الله بالحق والعدل ،فنجد الكفار يقولون لو كانت النبوة في الوليد بن المغيرة بمكة ،وكانت في عروة بن مسعود بالطائف لكان هذا أفضل ، وهذا كلام بعيد جدا عن الصواب ،فرد الله عليهم (أهم يقسمون رحمت ربك )سورة الزخرف الآية 21 ،أي أهم يقسمون نبوة ربك فالرحمة هنا بمعنى النبوة والرحمة ،ومن العجيب أن لفظة رحمة رسمت بالتاء المبسوطة ،لتوحي إلينا أن رحمة الله سبحانه مطلقة ،فهي مبسوطة باستمرار ثم جاء قول الله المنصف لعباده (نحن قسمنا بينهم معيشتهم )سورة الزخرف الآية 21 ـ

 

 

 

الموضــــــــــــــوع

 

 

 

يستفاد من النص القرآني السابق أن الله جل وعلا قسم الأرزاق بين عباده ،فمنهم من أخذ بنصيب وافر ،ومنهم من أخذ قليلا ،ومنهم من أنعم الله عليه بالعلم والمعرفة ،ومنهم من أخذ من ربه الشرف ،ومن عباده من أخذ النبوة والدرجة العالية ،وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذيقول (إن الله قسم بينكم أخلاقكم ،كما قسم بينكم أرزاقكم ،إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ،ولا يعطي الدين إلا لمن يحب ،،فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه )رواه الحاكم في المستدرك     ،ثم إذا كان     الخالق العظيم أعطى لكل ذي حق حقه ،فإنه جل وعلا خلق التآزر والتآلف بين عباده ،انطلاقا من قوله سبحانه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ،واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ،)سورة آل عمران الآية 103 ـ ويلاحظ أن إثبات ألف كلمة أعداء فقد ورد للدلالة على أن الأعداء لا يعرفون المحبة ،ولهذا فقد ورد الف التفريق بين هؤلاء الأعداء ،لكن كلمة (إخوانا) فقد رسمت الكلمة فيها بحذف الألف للإشارة إلى جمع الشمل والتصاق هذا بالآخر.

 

 

 

كائن في قاع المخلوقات يخدم آخر في قمة الشرف

 

 

 

ومن جانب آخر نجد الله جل وعلا خلق كائنا في قمة الشرف وهو الإنسان ،والآخر في قاع المخلوقات وهو البكتيريا ، ومع ذلك فقد جعل الله بينهما المودة والتعاطف ،حيث إن هذا المخلوق الضعيف يقدم للإنسان طعاما نفيسا من فضلات الإنسان بعد تحويله إلى فيتامين مركب (ب ) لماذا هذا الخير والإحسان  الجواب نجده في قول الحق سبحانه (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ) ومن جملة ما تتضمن عليه هذه الآية أن كلا من الطرفين يساعد الآخر ،فالفقير لا قدرة له على توفير مركب (ب )لأنه لا يوجد إلا على موائد الأغنياء من خيرات متنوعة وألوان مختلفة ، ولهذا جاءت البكتيريا تنوب عن فقر هذالإنسان المحروم مما يوجد في مائدة النعم المختلفة الأشكال ،ويتضح مما تقدم أن هناك تعاونا بين الفقير والبكتيريا حيث الأول يزوده بالفضلات والثاني ينعم عليه بالموادالنفيسه وبذلك يصبح هذا لا يستطيع أن يعيش بدون الآخر ، من المهد إلى اللحد ،فغياب أحد الجانبين عن غيره   يؤدي به إلى الموت حتما ،ومن المعلوم أن دخول البكتريا لفم الإنسان أو أنفه ،فإنها لا تستطيع اختراق الأماكن الداخلية بسبب الخط الدفاعي الذي يقف لها في الطريق ،فإذا ما حاولت اختراق خلايا الإنسان أو خلايا د مه فإنها تتكاثر وتقوم في وجه البكتيريا للقضاء عليها

 

 

 

البكتريا ومنافعها للبشرية

 

 

 

يقول العلم إن منافع البكتريا لا تقدر بثمن ،وفضلها لا يحصى ،وخدمتها للإنسان يعتبر فضلا عظيما من الخالق العظيم للناس ،علما أنها لا تنفصل عنا ،فهي معنا في الهواء والماء وفي جل مناطق الجسم ،وبدون هذه البكتريا تنعدم حياة الناس على سطح الأرض ،ويفيدنا العلم أنها تبدأ في الظهور والعيش في أجسادنا بعد الولادة ،بمعنى أننا نخرج إلى الوجود وليس معنا شيء منها ،وهي تلتصق بنا في جميع مناطق الجلد كالإبط وبين الأصابع والفخذين والجهاز التنفسي ،كما توجد في الأنف والجهاز الهضمي ،والفم والأمعاء الغليظة والجهاز البولي ،وهنا ك أماكن لاتصل إليها البكتريا كالدم والدماغ والعضلات والقلب والرئتين ،ويوجد بجسومنا ما يقرب من ألف نوع من هذه الكائنات ،وجلها في خدمة هذا الإنسان الذي لو عرف ما أنعم الله به عليه لسجد مع دموع وتأمل ،ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، وما دام جسم الإنسان يحتوي على ملايين من أنواع البكتريا في أمعائه ، فإن من وظائفها أ نها تقوم بهضم المواد الغذائية لهذا الإنسان ، وبدون هضمها ،فإنه يصاب بضرر قاتل ،ثم إذا كانت حياة الخلق لا تخلو من تطاحن ،فإن البكتريا لم تترك نصيبها في الحياة ولو أدى بها ذلك   إلى مقاومة ،وذلك باعتبار أن كل مخلوق يحب البقاء والدوام في هذه الحياة وصدق الله العظيم إذ يقول ( و كأين من دابة لاتحمل رزقها الله يرزقها ) سورة العنكبوت الآية 60 والحمد لله رب العالمين

 

 

المصــــــــــــــــــــــادر

 

 

السلوك الواعي لدى الخلية     للدكتور هارون يحيى ص88

 

الوعي الإسلامي عدد 212 يونيو  1982   ص17  بقلم الدكتور عبد المحسن

 

 

 

بقلم الدكتور عبد السلام الهبطي

 

                                                                                                                                                                                                                                            

 

محاضرة

 

تحــت عنوان

 

عظمـة محمد ودور الإعجاز العددي في القرآن و الصلاة

 

 

 

جاء محمد صلى الله عليه وسلم لهذا العالم وهو مشحون بالفوضى والقتال والتمرد والطغيان ،وتشريفه لهذا العالم كان رحمة وخيرا وبركة لسائر البشر ،وأنا لا أستطيع أن أصف فرح هذا العالم بقدوم هذا النبي المختار القائد العسكري المتفوق في ميدان القتال ،القائد الرباني البطل ،إنه سيد الخلق ،وحبيب هذه الأمة ،إنه الرائد الذي تفنن في قيادة جيشه وتسيير جنوده كما لا أستطيع أن أصف تصرفه وسلوكه مع من تربى معه في مدرسته التي لا نظير لها في التاريخ البشري،إنه القائد الرباني المحنك ،لماذا ؟لأنه أتى بكلمة واحدة جمعت أعظم ، الكتب السماوية والمجلدات الأدبية ،وأضافت أعظم المعاني الربانية والأسرار الإلهية ألا وهي كلمة ( رحمة ) فأين هي هذه الكلمة إذن ، هذه اللفظة نأخذها من قوله جل وعلا ( و ما أرسلنــــاـك إلا رحمة للعـــــاـــلمين ) سورة الأنبياء الآية 107 ومن العجيب أن هذه الرحمة وردت بمعنى النبوة كما قال جل وعلا ( أهم يقسمون رحمت ربك ) ، سورة الزخرف الآية 32 ووردت بمعنى الصفة لله جل وعلا أي أنه رحيم بعباده ،وذكرت بمعنى الامتياز في الرحمة كما جاء في قوله جل شأنه ( و إنك لعلى خلق عظيم ) سورة القلم الآية 4 وبهذا التقدير الرفيع من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فهو رحمة في مشيه ورحمة في عبادته ،ورحمة في صلاته ،ورحمة في علمه ،ورحمة في صيامه ،ورحمة في قيامه ورحمة في قراءته ،ورحمة في سلوكه ورحمة في ذكره ورحمة في خشوعه ورحمة في رده على من قال ، اقتل المشركين يارسول الله إنهم أعداؤك ، فقال ( لم أبعث لعانا ولكني بعثت رحمة ،فهنا أكرمه الله بوسام رفيع بقوله ( و إنك لعلى خلق عظيم ) علما أن هذه الرحمة التي تغطي العالم السفلي ما هي إلا جزء من الرحمة العامة وهذا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم (جعل الله الرحمة مائة جزء ،وأنزل في الأرض جزءا واحدا ،فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق ،والرحمة بالنسبة للإنسان الرقة في القلب والعطف والمحبة ،وبالنسبة للخالق العظيم هي الإنعام والتفضل والإحسان ،ونظرا لعظمتها فقد ذكرت في القرآن ثلاثمائة وثلاثا وعشرين مرة ذكر من هذا العدد بصيغة الماضي ( رحم ) ثمان مرات ،وجاءت بصيغة المضارع ( يرحم ) خمس عشرة مرة وذكرت بصيغة اسم تفضيل ( أرحم ) أربع مرات ،وأتت بصيغة ( أرحام ) اثنتي عشرة مرة ،وذكرت في القرآن ( رحيم ) مائة وخمس عشرة مرة ،ووردت في القرآن تارة ( رحما ) وتارة ( رحماء ) و مرة ( مرحمة ) وجاءت بصيغة ا لأمر ( ارحم ) خمس مرات ،وجاءت بصيغة ( رحمــاــن ) سبعا وخمسين مرة ، وبقدر ما تتكرر هذه الكلمة بقدر ما ترتفع درجتها .

 

 

 

الإعجاز العددي يدافع عن القرآن و الصلاة

 

 

 

دخل أصحاب العقول المريضة في منزلق خطير بقولهم إن القرآن يحتاج إلى إعادة النظر في كلماته وجمله وتعابيره ،وبصفتي كمطلع على تفاسير كتاب الله وعلومه ،وكمد افع عن هذا الكتاب الخالد قمت ببحث وجهود طويلة استطعت من خلالها على معرفة ما ترتاح إليه نفسي، حيث قمت باطلاع واسع على كافة أنواع الإعجاز العددي،ولم أجد أحسن من الإعجاز الذي بني عليه كون هذا الخالق العظيم ،فقد قرأت ما قام به هؤلاء الذين لا نصيب لهم في هذا الشأن ،فوجدتهم يدخلون في كتاب الله دون علم أو فهم أو منطق ،وبعد بحث طويل توصلت إلى رقم شريف هو رقم سبعة (7) هذا الرقم يعتبره العلماء هو أساس بناء هذا الكون والذي دك كل جهود هؤلاء المتطفلين الذين يعتبرون في رأيي المتواضع أنهم ما زالوا د ون علم أو خبرة ، و باطمئنان أقول بشجاعة إن الله بنى كونه انطلاقا من الرقم (سبعة ) (7) ،وفي هذا الصدد يقول الخالق العظيم ( ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سمـاوات ) سورة البقرة الآية 29 وقال ربنا جل شأنه ( وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وهاجا ) سورة النبأ الآية 13 ومن العجيب أن ما بين السورتين البقرة ، و النبأ    5649     آية و (77) سورة وكل هذه الأرقام تقبل القسمة على( 7 ) و يكمن هذا الإعجاز في قبول القسمة على هذا الرقم ،وبدونه ينهار ويصبح عديم الجدوى ،وللزيادة في التوضيح لدينا ( بسم الله الرحمــاـن الرحيم ) تتألف من أربع كلمات وهي أول آية من سورة البقرة   و ( من الجنة والناس ) و هي آخر آية من سورة الناس،وبضم إحداهما إلى الأخرى يصبح معنا (7) ألفاظ وهو عدد يقبل القسمة على (7) ومن الغريب أيضا أن الحيوانات المنوية للرجل قبل أن تلقح البويضة بهذا المني يطوف حولها (7) أخي القارئ لو دخلنا في هذا البحر الرهيب ،يستحيل الخروج منه ،وذلك بسبب ما يحتوي عليه من ألوان هذا الإعجاز العددي ومسائله المعقدة التي تحتاج إلى جهود مضنية وأفكار ذكية .

 

 

 

الإعجاز العددي يدافع عن الصلاة

 

 

 

بهذا الجانب من الإعجاز العددي أقول إن عدد الركعات المفروضة هي ( 17 ) و عدد الصلوات المفروضة هي (5) و بإضافة الرقم الأخير إلى رقم (17) يكون الناتج (175 )وهذا العدد قابل للقسمة دون بقية ،علما أن عدم الباقي يدل على حقيقة هذا الإعجاز ،وبالتالي إ ذا علمنا أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر فيكون أولها (4) ( 3 ) ( 4 ) (2) (4) يساوي (4 3 4 2 4 )وهذا العدد قابل للقسمة على (7) وبهذا تكون النتيجة 866 دون بقية ،إن القرآن يحتوي على 114 سورة وبإضافة عدد الركعات إلى هذا العدد تكون النتيجة 11417وهذا العد د هو بدوره أيضا قابل للقسمة على (7) وبما أن هذا القرآن نزل في 23 سنة وعدد سور القرآن الكريم 114 فيكون من الغريب انسجام كامل بين الرقمين وبإضافة (23 ) إلى (114 )فإن العدد الجديد يصبح (23114 وهو قابل للقسمة على (7) دون بقية   ومن جانب آخر بعد إضافة 17 عدد الركعات إلى   (23) عدد السنوات التي نزل فيها القرآن ( 2317) و بعد القسمة على (7) تكون النتيجة 331 ومن العجيب أن رقم أول سورة في القرآن هو (1) وآخر سورة (114) في القرآن أيضا وبإضافة (1) إلى (114) ينتج      1141 و بعد قسمة هذا العدد على (7) تكون النتيجة (163).

 

 

 

خشية واحترام العلماء من رب العزة

 

 

 

بعث الخالق العظيم هذا الرسول لزرع الاستقرار في النفوس و الطمأنينة في القلوب ’ويشاء الله أن تكون رحمته متمثلة في أعلى سرعة في الكون عرفتها البشرية في الملكوت ،وقد بلغت سرعة هذا النبي العظيم ( 956591000000000) مليار مرة سرعة الضوء التي قدرها العلماء ب (300000) ألف كلم في الثانية الواحدة ،فرحمة الله لهذا النبي العظيم تشير إلى هذا التقدير الذي بلغ منتهاه ،وهو بهذا أصبح رمزا لرفعة أمته ،وقد برمج الله لأرقام هذا العلو بقوله جل وعلا ( ويخلق ما لا تعلمون ) سورة النحل الآية 8 ،وبما أن فعل ( يخلق ) يفيد التجدد لأنه مضارع ،فإن هناك مساحة عقلية رهيبة فارغة تنتظر من يملأها بمفاجآت علمية ومكتشفات معرفية إلهية ودنيوية في المستقبل إن شاء الله ،وهنا أقف أمام أمر مدهش وهو تمتع العلماء المخلصين بقدرة عالية في صيانة علم الله ،وهذا كله ناتج على أن الله لما يظهر شيئا إلى الوجود يهيئ له من يهتم به ويحفظه ،وفي علم الله سبحانه أن قراءة القرآن تنشط الخلايا الدماغية لتنتصر على هذا الحفظ وتسير في ركاب هذا الترتيل ، و قد أفادتنا المستشفيات النفسية والعصبية أن للقرآن الكريم علاجا مؤثرا في نفس هذا القارئ بقوة ،كما أفادنا علم الطب أن نسبة الشفاء بلغت بين المرضى إلى (95 ) بالمائة ،وقد أرشدنا العلماء أيضا إلى طرق صحية تمثلت في وضع شريط سجلت عليه آيات قرآنية بصوت مقرئ بارز تحت شجرة مثمرة بإضافة شريط آخر سجلت عليه أنغام الموسيقى تحت شجرة مثمرة أيضا فوجدوا أن الشجرة التي سمعت القرآن الكريم كان ثمارها أسرع نضجا وأحلى مذاقا ،أما الشجرة الأخرى فكانت أقل نضجا وأقل حلاوة ،وأكد العلماء أن الإنسان كلما كان أكثر حفظا للقرآن الكريم مالت حالته النفسية إلى حالة مرضية ، و قال أهل العلم إن المتدين إذا عاش بين كتبه ،فإنه يستطيع أن يجد طريقا للرفع من مستواه النفسي والصحي ، و المتدين حقا يزداد خشوعا وتقربا إلى مولاه ،وفي هذا الصدد قال جل وعلا ( إنما يخشى الله من عباده العلمـــــاـــؤا ) سورة فاطر الآية 28 وليس المراد بالخشية هنا الخوف ،وإنما المراد التقدير والتعظيم وما حذف الألف هنا من كلمة ( العلمـــاـؤا ) إلا رمز للعلماء البارزين الذين يرفعون من شأن ربهم وخالقهم ومن جانب آخر إن رفع الألف فوق الحروف يدل على قدرة الله سبحانه ،كما يدل على الإنفراد ،ويدل أيضا على أن علم الخالق لم يطلع عليه أحد إلا هو جل وعلا.

 

 

 

المصادر والمراجع

 

 

 

1 حوار مع صديقي الملحد     للدكتور مصطفى حمود ص68

 

2 القرآن الكريم والطب الحديث ص 157

 

3 الزمان بين العلم والقرآن للدكتور منصور محمد ص113

 

4 دليل الحيران على مورد الظمآن     للشيخ المارغيني ص 138

 

 

 

بقلم الدكتور الباحث عبد السلام الهبطي الإدريسي