فضائل الحمد و الصلاة نور
- التفاصيل
- المجموعة: تفاصيل
- نشر بتاريخ الإثنين, 24 شباط/فبراير 2014 21:21
- كتب بواسطة: الشيخ الدكتور عبد السلام الهبطي الادريسي
- الزيارات: 1371
فضائل الحمد و الصلاة نور
بعد التعرض لاهتمام الصحابة بأحاديث الرسولصلى الله عليهوسلم،وسنتـه وأخلاقه واهتمام الأئمة بالحديث أيضا،وتلاقح أفكارهم أقول:عنأبـي موسى الأشعري ــ رضــي الله عنه ــ قال:قال رسول الله صلى الله عليهوسلم،(الطهور شطر الإيمان)تحليل النص تفسـر كلمة الطهـــوربضم الطاء بمعنى التنزه عن الداء الحسي، وهو تطهير الجسم مــــــن الأوساخ الظاهرةوالقلب من الاثم والذنوب، ومعنى شطر الإيمان نصـفالإيمان الكامـل ، الذي يتركبمـن ثلاثةأجزاء،وهـن:
" وما كان الله ليضيع إيمـــ'ــــنكم"سورةالبقرة 142أي : أن الله لم يضع صلاتكم نحو بيت المقدس، فأجرها ثابت عند الله وعليه ، فمن وقف بين يدي الله سبحانه وهو طاهر الجوارح، فقدجاء بنصف الإيمان، و إذا وقف للصلاة ونفسه طاهرة من الآثام والخبائث ، فقد جاء إيمانهكاملا والحمد لله تملأالميزان) يفيدنا النص أن من حمد الله وهو مستحضر الحمد لله، امتلأ ميزانهبالحسنــات، و تفيد لفظة(الحمد)الاستمرار والدوام ، ومن هنا أصبحت الصلاة بدونقراءة الفاتحة باطلة ، لأن دوام (الحمد) يفيداستمرار قراءة الفاتحة، ولو تجسم ثواب(الحمد) لملأ الميزان و يفيدنـا أهل العلم في هذاالشأن، بأن الله سبحانهيمثل أعمال المومنين صورا ترى بالعين يوم القيام ، وتقول الأحاديث المعتمدة أنالميزان هنايتكون من كفتين ولسان توزن به الأعمـــــــال بعد تجسيمها، و هنا ك رأي آخر في الدين ،يفيد أن لكل واحد ميزانا توزن به أعماله بعد أن تجسم، وهذا القول مأخوذ من ظاهر الآية ( ونضع المو زينالقسط ليوم القيــــــــــمة فلا تظلمنفس شيئا ) سورة الأنبياءالآية 47ويقول المحققون : أن للخلائق ميزانا واحدا توزن به أعمالهم يومالجزاء ( وسبحان الله والحمد للهتملآن أو تملأ ما بين السمـاوات والارض)يفيد النص أن المرء إذا قــــــال(الحمد)لله بصدق وإيمان امتلأ ميزانه منالحسنات، فإذا أضيف إليه(سبحانالله) ، امتلأ الميزانبثواب (الحمدوالتسبيح)ومعنى تملآ ن ما بين السماوات والارض،التكثيروالزيادة،لأن العرب كانوا إذا أرادوا التعبير عن الكثرةكانوا ياتون بما ينوب عنها،وهذا الإمام أحمد ــ رضي الله عنه ــ نجده يفضل من الكلام أربعا ( سبحان الله، والحمد لله، ولا إلهإلا الله ،والله أكبــر)قال صلى الله عليه وسلم، ( والصلاة نور)للعلماء فـــــــيهذا النص أ قوال كثيرة، منها أن أجر الصلاة يسعى بين يدي صاحبها يوم القيامة، أو أنهابتمامها وسجودها وركوعهــا منورة، لأنها تنـــــــــور وجه صاحبها فيالدنيا، أو يكون معنى النص أنها هي نفس النور مبالغة في التشبيه من حيث إنها تهدي إلىطريق الخير ويكون أجرهـــا كالنور الذي يستضــــاء به ، أو يكون المراد أنها سبب فياستنارة القلب وإشراقه بأنوار المعارف، أو تكون بمعنى النور الحقيقي كماجـــــــاء في الحديث( إن أمتي يدعون يوم القيامةغرامحجلين مــــن أثرالوضوء ) وفي صحيح ابن حبان أنه صلى الله عليه وسلم، قال:(إن الصــــــلاة من حافظ عليها كانت له نوراوبرهانا ونجاةيوم القيامة،ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة) وفي حديثآخر،( إذا حافظ المسلم على صلاته ،فأقام وضوءهاوركوعها وسجودها والقراءة فيها،فقالت له حفظك اللهكما حفظتني، فيصعدبها إلى السماء ولها نــــــــور حتى تنتهي إلى الله تعالى أي :تنتهي إلى محل رضاه)هذا بالإضافةإلى أن الصلاةنور للمومنين كما قال أبو داود ( صلوا ركعتين في ظلم الليل لظلمةالقبور)، وإلى جانب هذا فإنها تريح القلب وتزيل الهموم، ( والصدقة برهان)ومعنى البرهان في اللغة هو الشعاع الذييلي وجه الشمس، ونفس المعنى يقال :في الحديث الشريف (إن روح المومن تخرج من جسدها، ولها برهان كبرهان الشمس)ومن هذه اللفظة سميت الحجة القاطعة برهانا، أمــــا الصدقة فمعناها هنا(الزكاة)وقال :صلى الله عليهوسلم، ( والصبر ضياء) وتفيدكلمة ( الصبر) في الشرعحبس النفس على العبادات ومشاقها ، وكذا حبس النفس عن الشهوات والملذات، وفي هذا الصددقال علي ــ رضي الله عنه ــ(الصبر على المصيبة جزاؤه ثلا ثمائة درجة، والصبر على الطاعةجزاؤه ستمائة درجة ،والصبر على المعاصيتسعمائة درجة)وقالصلى الله عليه وسلم،( والقرآن حجة لك أو عليك)حجة لك حين تسأل في القبرتجده أمامك بمثابة الأب الرحيم والأم الحنون، فهو حجة لك يدافع عنك ويجادل عن حياتكالتي قضيتها في الدنيا وأنت على طاعة الله وحب رسوله وامتثال الأوامر واجتنابالنواهي، أما إذا تركت أوامر ربك، وابتعدت عن مناهج رسوله فهنا يكون حجة عليك ، بحيثيسعى لك في الدخول إلى النار، باعتبار أنك كنت عاصيا لله، وخارجا عن طاعته وطاعةرسوله(كل الناس يغدو) يفيد النص أن كل إنسان يكد ويجتهد من أول النهار إلى آخره ،من أجل لقمة العيش والفرار من الفقر، وضمانحياة كريمة(فبائع نفسه فمعتقهاأو موبقها)يفيد النص أن كل إنسان يسعى بنفسه ،فمنهم من يبيعها لله تعالىبطاعته فيعتقها ،لقوله تعالى :(إن الله اشترى من المومنين أنفسهم وأمو'لهم بأن لهمالجنة)سورة التوبة الآية 112ومنهم من يبيعها للشيطان، والهوى فيوبقهـا أي: يهلكهالقوله تعـالى ( ولبيس ما شروا به أنفسهملو كانوا يعلمون ) سورة البقرةالآيـة 101.
Hébergement Web offert par www.ADK-Media.com