مدرسة الرسول صلى الله عليه و سلم و التربية و التعليم
- التفاصيل
- المجموعة: تفاصيل
- نشر بتاريخ الإثنين, 24 شباط/فبراير 2014 21:18
- كتب بواسطة: الشيخ الدكتور عبد السلام الهبطي الادريسي
- الزيارات: 1480
مدرسة الرسول صلى الله عليه و سلم و التربية و التعليم
من منهجية الرسول الكريم 1ـالتدرج في التعليمــ في أول الأمر بدأ القرآن الكريم بمحاربةالتقاليد والأعراف بمنهجالتدرج،لأنه لو حرمها على العربمرة واحدةلوقعوا فيما لايرضيهم ولجعلهم يعيشون في فسحة ضيقة،لكن القرآن بحكمته السديدة بدأ يحارب ما كان شائعا وغير صالح ،وترك الأعراف التيلا تشغل البال كثيرا ،وذلك من أجل مسايرة العقول التي تطبعت بارتكاب كل قبيح ،وفاسد،وهكذا جاء القرآن الكريم ومعه أسلوب فريد من نوعه ،عالج به المجتمع العربي الذيكان يعيش حسب وحي الشهوات ،هذا الأسلوب الذيحولهم من التقاليد المريضة الجافة إلى معانقة أحكام جديدة صالحةمستمدة من تعاليم الإسلام،هذهالتعاليم التي رمت بهم إلىأحضان الأخلاق الكريمة والآداب الفاضلة ،وجعلتهم يعيشون سعداءكرماء متمسكين بما تضمنه الوحي الإلهي،مع العلمأن هنا ك تقاليد وأعرافا كانت لدى العرب مفيدة ،فزكاها الدينالجديد، وذلككالشجاعة والكرم وغيرهما وبقدر ما كانت الأعراف الضالة تغيب عن الساحةالإسلامية كانت تتحقق الأحكام وتظهر العبادات وتبرز العقيدة ،ومن الجدير بالذكر أنالرسول الكريم، استطاع أن يحقق أهداف رسالته بين قومه بالصبر والمواصلة ،حيثكان صلى الله عليه وسلم،يعلم فيالطريق ويفتي في مناسك الحج ويفصل بين الناس وهو في ساحة المسجد ،ويرشد وهو خارج عن منزله،ومع صبره حقق ما كان يريده ويتمناه لأمته،منطلقا من مبدأ التدرج في التبليغ والتعليموالأحكام،وفي كل ما يتعلق بوظيفته المقدسة التي بعثهالله من أجلها. ومنمنهجيته صلى الله عليه وسلم، أنهكان يعلم الصحابة ويرشدهم ليكون منهم القادةوالأبطال،ويربي فيهم الإرادة وروح الصمود أمامالزوابع والأحداث،وقد كان هذاالتوجيه السامي فيأول أمرهبدار الأرقم بن عبد مناف التي سماها الرسول صلى الله عليه وسلم ،بدارالإسلام،ورغم قلة الصحابة فإنهم كانوا فيإيمانهم زعماء في صبرهم وثباتهم،هذا مع العلم أن الدعوةكانت سرية ،وذلك لقلة المسلمين بها،وبهذه المدرسةكانوا يقرؤونالقرآن ويتعلمون تفسيره،ويحفظون أحاديث الرسولالكريم،ولما أصبح منزل الرسولمعهدا نبويا تكاثر المسلمون نسبيا وأخذوايتدارسون القرآن الكريم ويرتلونه ليلا ،ويطبقونه في حياتهممعتمدين في ذلك على مرجعهم الأول ومفسرهم الأعظم صلى الله عليه وسلم،لأنهم كانوا يعلمون أن العبرة بالفهم والتطبيقلا بالحفظ والاستظهار،و بعد المعهد النبوي الذي تكون الصحابة فيه تكوينا إسلامياصافيا تحولوا إلى المسجد الكريم الذي تشبعوا فيه بالأحكام والتعاليم الربانية والأخلاقالفاضلة ،والرسول فيمسجدههذا كانإماماومفتياوقاضياوقائداومشرعا،وعندانفصال الصحابة عن الدروس والإرشاداتكانوايراجعون ما تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم،وهو بين الحين والآخر ،كانيستأ نف معهم دروس تفسيره وتوجيهاته ومعارتباطه بالصحابة،كان لا ينفصل عنالمسلمين نهائيا ،فكان لهم المعلم والمشرع والمفتي العامصلى الله عليه وسلم.ومن منهجيتهصلى الله عليه وسلم،أنه كان مربيا مخلصا ،ومعلما متواضعا ،يعلم أصحابه برفق،ويهذبهم بلين فهو لهم كالأب الرحيم لا يحب لهم إلا ما يحب لنفسه ،لأنه جاء يطبقمكارم الأخلاق ،كما كان يعامل المسلمين معاملة صادقة نابعة من قلب صاف طاهر وكانصلى الله عليه وسلم ، عند مباشرة الدرس مع أصحابه ،يخاطبهم بتعبير يقطر أدباوأخلاقا ،ويكلمهم بلسان يلهج بالمحبة والتقدير ،فيقول لهم مثــــــــلا(إنما أنا لكم مثل الوالد إذا أردتم قضاء الحاجة ،فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها)وعند كلامه صلى الله عليه وسلم،كان يبين ويوضح كثيرا ،لأن رسالته جاءت مبنية على منهجية التوضيح والتفسير والشرح،فعن عائشة رضي الله عنهاأن الرسولكانلا يسرد الكلام كسردكم،ولكن إذا تكلم بين ووضح،فيحفظهكل من يسمعه،ا حتى لا يبقى لسامعسؤال ولا لسائل مشكل ومنمنهجيته صلى الله عليه وسلم،أنه كان يقدم الدروسفي التفسير والحديث والأحكاموالأخلاق حينا ،ويتركها لزمن آخرلأنه كان يعلم أن الاستمرار فيالتربية والتوجيه يدخلالقنـوط إلى النفوس،ويدعـو إلى الكســـلوالفتور.
منهجيةالرسول صلى الله عليه وسلم،أنه كان يعلم الصحابة القرآن الكريم ولا يتعدى معهم عشر آيات،معدودات حتى يفسرها لهم ويوضحها وبعد هذا يأتي دور التطبيق لمــــــــا فهموه وتعلموه من النبي الكريم،وفي هذا الشأن قالعبدالرحمان السلمي(حدثناالذين كانوا يقرئوننا القرآن الكريم كعثمان بن عفان ،وعبد الله بن مسعود وغيرهماأنهم كانوا إذا تعلموا من الرسول عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها منالعلم والعمل ،ثم يقولون تعلمنا العلم والعمل جميعا ) وروىالأعمش عن ابن وائل عن عبدالله بن مسعودقال: (كانالرجل منــا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف مضامينها والعملبها )وقد بلغ اهتمامالصحابة بالتطبيق العمليإلى درجة أنهم كانوا لا يفارقونالرسول صلى الله عليه وسلم،حتـــى يفهموا دروسهم في الحديث والتفسير،والسبب في ذلك راجعإلى خوفهم من مسؤولية التطبيق عند اختـــلاطهم بالسائلينوالباحثين، وفي هذا الصدد أخرجالإمام البخاري عن مالكبــــن الحويرثقال: أتيناالنبي صلى الله عليهوسلم،فمكثنا عنده عشرين ليلة حتىأحسالرسولالكريمبأننا قــــــد مددنا المدة،فسألنا عن أحوالنا فأخبرناه وكان رحيما بنا ،فأمرنا بالرجوع إلـــــى بيوتناوقال: (علموا لأسركم ما تعلمتموه ،ومروهم وصلوا كما رأيتموني أ صلي،وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤذنكم أكبركم)ومن هذه الأخبار يتضح أن الصحابةكانوا يطبقــون أحكام الشريعة بمجرد ما يفهمونها ، ومن هنا تظهر أهمية العلم المطبقباعتباره أنه يفيد الإنسان والمجتمع وبالتالي يصبح أشد ثبوتا ورسوخا في النفوس ومنهذا المنطلق يتبين أن العــلم المجرد في نظر الإسلام ،لا عبرةبه ،لأنه لا فائدة ترجى مـن ورائه وبإيجازكانالرسول صلـى الله عليهوسلم،جامعا لشمــل الأمة ،بالطرقالتي يراهـا تؤثرفـي القلـوب،وتردهـــــا إلــــى سبيل الفوز يــوم الحسـابوالجزاء.
Hébergement Web offert par www.ADK-Media.com