الجنة تحت أقدام الامهات مستوحاة من حديقة الثقافة
- التفاصيل
- المجموعة: تفاصيل
- نشر بتاريخ الأحد, 20 تشرين2/نوفمبر 2022 21:08
- كتب بواسطة: الشيخ الدكتور عبد السلام الهبطي الادريسي
- الزيارات: 31659
محاضرة تحت عنوان
الجنة تحت أقدام الامهات مستوحاة من حديقة الثقافة
بسم الله الرحمن الرحيم
للأم في الإسلام مكانة رفيعة متعاظمة لا ترتقي إلى مستواها من بعدها سوى مكانة الأب ،فقد حض القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية الشريفة على إكرام الأم أضعاف إكرام الأب كما في قول الحق جل شأنه ) ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن ،وفصاله في عامين) سورة لقمان الآية 14 كما قال الرسول الكريم صلى الله عن سؤال رجل (من أ حق عليه بصحبتي يارسول الله قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أ مك قال ثم من قال أبوك( رواه البخاري ومسلم في صحيحهما وقد وصف الإمام الذهبي عقوق الوالد ين بأنه من أكبر الكبائر الوعي الإسلامي العدد 447 واستند الإمام الذهبي في ذلك إلى الكثير من الآيات القرآنية الكريمة التي منها قوله تعالى ( وقضى ربك ألاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا )سورة الإسراء الآية 23 حيث رفعت هذه الآية المباركة مرتبة الإحسان والبر بالوالدين إلى المرتبة التي تلي مرتبة العبادة لله جل شأنه كما استند الإمام الذهبي إلى الكثير من الأحاديث النبوية المطهرة التي منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بأكبر الكبا ئر الإشراك بالله وعقوق الوالدين )رواه الشيخان في صحيحهما ،كما أن الإسلام قد فضل بر الوالدين وخدمتهما على الجهاد في سبيل الله فقد روي عن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال )جاء رجل يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد معه فسأله النبي صلى الله عليه وسلم أحي والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد ( رواه أبو داود والترمذي وخرجه الشيخان في صحيحهما
أعظم الكائنات
بل إن الإسلام قد جعل من الأم بصفة خاصة أعظم كائن على سطح الأرض حين ربط بين رضائها ورضاء الله تعالى فقد روى الطبري والإمام أحمد وغيرهما أنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم هناك شاب يسمى علقمة كان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة فمرض واشتد مرضه فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تخبره بأن زوجها في النزع الأخير وغير قادر على النطق بالشهادة فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عمارا و صهيبا وبلالا وقال امضوا إليه ولقنوه الشهادة فمضوا إليه وأخذوا يلقنونه لا إله إلا الله فوجدوا لسانه عاجزا عن النطق بها فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه بذلك فتساءل النبي صلى الله عليه وسلم هل من أبويه أحد حي قيل يا رسول الله له أم كبيرة السن فأرسل النبي صلى الله عليه إليها لتحضر إليه إن كانت تقدر على المسيروإلا تسقر في منزلها حتى يأتيها ‘إن كانت تعجز على المسير فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم متكئة على عصاها وعند وصولها إلى النبي وبعد السلام عليه قال لها يا أم علقمة أصدقيني فجاءها الوحي من الله تعالى كيف حال ولدك قالت يا رسول الله كان كثير الصيام كثير الصدقة فسألها النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء تهمها قالت يا رسول الله أنا عليه ساخطة قال ولم قالت يا رسول الله كان يؤثر علي زوجته ويعصيني فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن النطق بالشهادة ثم قال يا بلال انطلق واجمع لي حطبا كثيرا قالت يا رسول الله وما تصنع به قال أ حرقه بالنار بين يديك قالت يا رسول الله ولدي لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي قال يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه فو الذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصيامه ولا بصلاته ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة فقالت يا رسول الله إني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم انطلق يا بلال إليه وانظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني فانطلق بلال رضي الله عنه إليه فسمع النطق بالشهادة وإن رضاها عليه أطلق لسانه ثم بات علقمة من يومه فحضره الرسول صلى الله عليه وامر بغسله ودفنه وقال يا معشر المهاجرين والأنصار (من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ‘إلا أن يتوب إلى الله ويحسن ‘إليها ويطلب رضاها فرضاء الله في رضائها وسخط الله تعالى في سخطها
أعظم الكائنات
إن الإسلام قد جعل من الأم بصفة خاصة أعظم كائن على سطح الأرض حين ربط بين رضائها ورضاء الله جل شأنه ونتج عن هذا الفضل العظيم أن الجنة تحت أقدام الأمهات رواه ابن ماجه والترمذي وغيرهما وقد روي أن بعض الصحابة أنهم رأوا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل ا لأرض تحت قدي أ مه فسأله أ حدهم ماذا تفعل يا أمير المؤمنين قال أقبل الجنة ولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم إن الجنة تحت أقدام الزوجات أو غيرهن وإنما اختص الأم وحدها بهذه المكانة الرفيعة وذلك لما تتحمله الأم من مشاق لا تطاق في الحمل والوضع والرضاعة ثم الاهتمام الشديد بالوليد حتى يكبر ولعله لذلك ووفق تعاليم الإسلام كانت الأم أحق بوليدها من غيرها فقد جاء رجل وامرأة يختصمان في صبي لهما فقال الرجل ( يا رسول الله ولدي خرج من صلبي وقالت المرأة يا رسول الله حملته وهنا وأرضعته حولين كاملين فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسليمه لأمه دون أبيه ) رواه الإمام أحمد وأبو داود و لا حول ولا قوة إلا بالله، ويبشرنا الإسلام أنه سكن ومودة وعطف ورحمة وألفة وأتلاف واقتران بين ذكر وأنثى بالجسم والروح والقلب وفي هذا يقول الحق سبحانه (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) سورة الروم الآية 21 فليس الهدف قضاء الشهوة فحسب وإنما السكن والراحة قلبا وقالبا
المراجــــــــــــع
- حقوق الزوجين للأستاذ محمد إبراهيم براهيم ص 6
ـ روائع البيان للعلامة محمد علي الصابوني الجزء الأول 346
ـ دفاع عن محمد للأستاذ عبد الرحمان بدوي ص 130
(ربنا لاتواخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) آمين
بقلم الباحث الشاعر دعبد السلام الهبطي الإدريسي